تعود بي السنون إلى زيارة نظمتها مشاريع المطارات الدولية إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض حين إنشائه، كان مطار الملك عبدالعزيز بجدة قد أنشئ وكانت الرغبة لتجميل أروقة المطار الجديد في الرياض قد توجهت للفنان السعودي بعد أن كان نصيبه في جدة محدودا «عبدالحليم رضوي ونبيلة البسام» على وجه التحديد، الأول بعمل تصويري منفذ بالنسيج والأخرى بتصميم من المنسوجات البدوية أو السدو. التقينا من مختلف مناطق ومدن المملكة في رحلة قصيرة بموقع المطار وقد تم تنظيم البرنامج بكثير من العناية، وزعت إدارة مشاريع المطارات الدولية حقيبة تحتوي على بعض الكتيبات لم أزل احتفظ بها وبمحتواها وتُرك للفنانين وضع مخططاتهم وتصوراتهم للمطار الجديد، أما الاهتمام بمطار الملك فهد الدولي بالدمام فقد اختلف قليلا وكان التنسيق مباشرا مع بعض الفنانين وقد تم اختيار اثنين من أعمالي للمطار، بعد تلك الأعوام تتجدد الاهتمامات وسنجد أن التوسعة المنتظرة لمطار الملك عبدالعزيز تحتاج إلى أعمال فنية لكنها هذه المرة سعودية بحتة كما علمت، وهي خطوة لاشك محمودة وجميلة بعد أن اخذ الإخوة الفنانون العرب فرصتهم. في مطار الملك خالد ومع بعض الترميمات والإصلاحات حدث قطع لبعض الأعمال الفنية وقد سألني احد الإخوة في تحقيق صحفي -حينها- عن بعض تلك الجوانب وجاوبتهم حينها مطالبا بمزيد من الاهتمام بالأعمال الفنية المعروضة في المطارات فهي واجهات تعبر عن مدى اهتمامنا وحرصنا على جمال المكان وعلى ذوقنا وفننا وثقافتنا، شاهدت في بعض المطارات العربية أعمالا فنية على شكل عروض متتابعة، كما شاهدت في مطارات أخرى معارض مشتركة، لكن مطاراتنا السعودية تتميز بالثبات والتنوع الفني، ومع التوجه الأخير في مطار جدة نحو الفنانين السعوديين فإنها خطوة رائدة ومطلوبة تعوض ما قبلها. لم تزل الأعمال الفنية في المطارات الثلاثة حاضرة بقوة ووضوح وهي تعبير حقيقي عن الاهتمام بكل الجوانب المعمارية والفنية التي تتمثل في شخصية المكان، تنتابني السعادة عندما أشاهد في مطاراتنا أعمال زملائي الفنانين كما وأتمنى أن تمتد هذه الاهتمامات إلى المطارات الأخرى في مدن البلاد كالقصيم والمدينة المنورة وأبها والطائف وتبوك وغيرها. [email protected]