هل من الممكن أن تحقق لعبة الترهيب أهدافها الخبيثة في منطقة الخليج عامةً، وفي البحرين الشقيقة خاصة؟ الحديث عن حالة الهدوء والاستقرار الذي بدأ يعود لربوع البحرين، بعد أيام عصيبة، تأكد فيها للقاصي والداني، أن هناك فعلاً كما قال العاهل البحريني أصابع خارجية، وإقليمية تمارس البلطجة السياسية والإعلامية، وفق مخطط «محبوك» جيداً لدفع البلد إلى ما يشبه الحرب الطائفية، بأجندة تتخفى وراء الإصلاح المفترى عليه دائماً.. وما اعتراف وزير الخارجية البحريني، بأن ما يحصل في بلاده «يشكل مرحلة في غاية الخطورة. هناك استقرار لكننا نخشى قبل كل شيء حصول انقسام طائفي». إلا إشارة لا تقبل اللبس، عن حجم الجريمة التي كان يراد لها أن تتم بليل. وإذا تمعنا فيما أعلنه، أمين عام حزب الله السابق، صبحي الطفيلي، والذي وجّه في مؤتمر صحفي عقده في بيروت انتقادات عنيفة لسياسة الحزب وتدخله في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين. ليس هذا فقط، بل إنه حمّل إيران صراحةً مسؤولية ما يحدث، وقال: «إن البعض في إيران حرك المعارضة في البحرين في هذا الوقت بهدف إسكات المعارضة الصاروخية الإيرانية التي تخرج في شوارع طهران وتصرخ في وجه النظام». الخطورة أيضاً، فيما كشف عنه الطفيلي من «أن أي تحرك شعبي في مملكة البحرين هو تحرك طائفة في وجه طائفة أخرى وان هذا التحرك سيأخذ لون الصراع المذهبي وسيتم ذلك على حساب عذاب الأمة ووحدتها ومستقبلها ومصالحها». هذا يعني بوضوح، أن المطالب الشعبية التي كان يتم الحديث عنها في البحرين، ليست إلا واجهة لما هو أخطر، وأشد وعورة، وأن التورط الإيراني أصبح سافراً وغير محدود، بل إنه تعدى المعايير السياسية والأخلاقية، التي يفترض أن تحترم حق الجوار، وحق السيادة، والاحترام المتبادل. من هنا، نفهم سر الصراخ الإيراني، من استجابة دول التعاون للطلب البحريني، للاستعانة بقوات من درع الجزيرة لحماية منشآتها الحيوية، وهو الذي إذا لم يكن قد تم، لوقعت البحرين الشقيقة ضحية للسيناريو الأسوأ.. الذي كان يريده البعض للأسف، سواء من المتورطين أو المضحوك عليهم باسم الدين وباسم المقاومة.. المقاومة التي قال عنها الأمين السابق لحزب الله اللبناني، إنها «قد انتهت منذ زمن بعيد وان السلاح وجه إلى صدور اللبنانيين في الداخل». هل فهم المخدوعون الآن اللعبة؟ نشكّ في ذلك، لأنهم كما قال الجاهليون (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ).