بمشاعر الفرح والحب، تلقى الوطن والشعب، كلمات القائد.. وبأحاسيس الوفاء والتلاحم، استقبل نفس الشعب، ونفس الوطن.. قرارات القائد. وما بين الكلمات التي خاطبت العقل والوجدان، وبين القرارات التي لمست الواقع والحياة، تجلت أروع ملاحم الانصهار، بين قائد قال لشعبه إنه «في قلبه» وبين مواطن وشعب، خرج إلى الشارع، دون أن يدفعه أحد، بدا في مقدمة المشهد، تلك الصورة التي لخصت كل الأشياء، صورة مواطن يقبل صورة القائد. إنها جمعة الفرح، وجمعة الخير، التي كانت أبلغ رد، على ما أراده بعض المرجفين، وبعد أقل من أسبوع فقط .. من رد الشعب القوي والبليغ جداً، على كل دعاوى التهافت، وكل أحاديث الإفك، التي سعى البعض من خلالها، لإحداث فوضى، وممارسة الدجل والتضليل، لكن وعي الشعب كله، برجاله ونسائه، بشبابه وشيوخه، وجه الضربة القاصمة لكل الأفكار الشاذة التي لا تليق بنا، ولا تليق بمجتمعنا. حينما استمعت لكلمات خادم الحرمين الشريفين، وجدت نفس القلب الكبير الذي عهدناه، وعاهدناه، كبيراً وسامياً وسامقاً، لم يكن الخطاب القصير في زمنه، الكبير جداً في معانيه، وغاياته، إلا ترسيخاً لحقيقة التضامن الهائل، والذي نعتز به، بين القائد والمواطن. لم يتحدث خادم الحرمين الشريفين، بلغة الملك، أو المسؤول، إنما تحدث بلهجة المواطن، والأب، والأخ الأكبر، وحينما اختتم كلماته بتلك الجملة العفوية للغاية :»لا تنسوني من دعائكم» فقد لخص الهدف النهائي، ليضعنا جميعاً أمام مشهد الإيمان البالغ، والقيمة الحقيقية لأي عمل، ألا وهو مرضاة الله عز وجلّ، ثم رضا الشعب ودعاؤه. ولتأتي القرارات، متدفقة كشلال خير لا ينقطع، تمثل وحسب وصف الجميع، ثاني أكبر وأوسع حزمة مساعدات اجتماعية خلال أقل من شهر، وبالتحديد منذ 23 فبراير الماضي، عقب عودته السالمة من رحلة العلاج والتي خطف فيها القلوب وسيطر على المشاعر في مشهد سيسطره التاريخ السعودي الحديث، كأروع علاقة بين قائد وشعبه. جاءت القرارات الملكية الكريمة، من أبٍ وأخٍ كريم إلى وطنٍ وشعبٍ كريم، لتتنوع وتتشعب وتشمل جميع الاتجاهات، استهدفت حلولا جذرية لشئون اجتماعية متعددة، تعمل من أجل المواطن، وتحسّن معيشته، وتجعله يزداد ثقةً في مستقبله، ويتمسك أكثر بقيادته، التي تسهر له ومن أجله. إنها جمعة الفرح التي تجعلنا نطمئن أكثر، ونعضّ بالنواجذ على منجزاتنا، ونذود عن وطننا، وعلى الأقل، نحقق للمليك طلبه البسيط جداً في كلمته.. ندعو الله، بأن يحفظه لنا، ويبقيه ذخراً وأملاً، ويحفظ وطننا من كل سوء، ويرد كيد الكائدين.