احتفى المجتمع وكتابه وربما عوائله باتخاذ القرار بمنع دخول الشباب إلى الأسواق بالسروال والفانيلة محافظة على الذوق العام ودرءا للفتنة. السبب الأول أفهمه لكنني لم أفهم السبب الثاني وهو (درء الفتنة)، إذ ما الذي سيفتنني أو يفتن البنات في (عصاقيل) وركب دحيم أو سالم. المسألة غير ذلك تماما، إذ أن ما يجب أن يقرأ بين سطور الفعل ذاته والقرار بصدده هو فهمنا كمجتمع (لتقليعات) الشباب التي يعرفها العالم كله من أسواق كندا إلى مولات أوغندا ودبي وجاكرتا والرياض. للشباب تصرفات وأحكام أعلاها (الدشارة) وموبقاتها ومزالقها وأدناها السراويل والفنايل.. ولابد أن يتم التعامل مع هذه التصرفات والأحكام عبر دراسات اجتماعية علمية تقلل من غلوائهم أو تنصفهم إذا كان الأمر سجالا وحربا بينهم وبين مجتمعهم. ليس لدى الشباب فيما أعتقد مانع من بيع سراويلهم وفنايلهم وارتداء أغلى وأحلى ما عندهم، لكن هل هذا ينفض غبار رؤوسهم ويكبر عقولهم وينضج أفكارهم.؟ الموضوع ذاته، كما كانت مواضيع شبابية من قبل، فرصة للتوقف والنظر في مدى احترامنا لمراهقينا وشبابنا الصغار الذين يبحثون منذ زمن عن معنى وقدوة يخرجون بهما من حالة (التوهان) التي تعصف بهم حين يلقون على الأرصفة ويمنعون من دخول الأسواق ويرسلون إلى جحيم المتربصين بهم والمخدرات وغياهب السجون ودور الملاحظة. وبغض النظر عن قشرة السروال والفانيلة التي تطفو على السطح هناك ما هو أعمق وأنكى في حياة شبابنا، ذكورا وإناثا. وإذا بقينا على هذه الحال، حال الالتفاتة إلى القشور فقط فسوف نعيش مزيدا من المفارقات والمخاطر التي تحيط بجيل المستقبل.. ذلك الجيل الذي لم ترتق به ما يسمى سنوات الصحوة ولم توجد بعد بيوت خبرة اجتماعية تدلنا على أفكاره وطرق العناية به وبطاقاته ومقدراته. تويتر: @ma_alosaimi