المطلقات والأرامل والأيتام والمتقاعدون من صغار الموظفين يعانون كثيرا من ظروف الحياة القاسية. بعضهم يبكي على حاله وبعضهم يتمنى الموت على أن يكونوا بهذا الضعف والهوان أمام أبنائهم وأهلهم. لا يملكون بيوتا تحميهم وتستر عليهم، ولا قوتا يسد جوعهم ويرفع عنهم حرج الحاجة والعوز. يموتون في اليوم ألف مرة دون أن يشعر بهم أحد، يتألمون ويتحسرون على حالهم وهم في بلد تتطاير فيه المليارات التي يسمعون بها دون أن تغير من أحوالهم. صناديق الفقر التي سمعنا عنها لم تنتشلهم مما هم فيه، ولم تقدم حلا أو أملا لغد أفضل من يومهم الذي أبكاهم وأحزنهم. من المسئول عندما يشعر المواطن أنه غريب في وطنه !؟ من المسئول عندما يتضور طفل أو عجوز من الجوع ينتظرون الصدقات وجهود الجمعيات الخيرية وهم ينتمون لوطن يعد من الدول الغنية المرفهة !؟ غير معقول وغير مقبول أن يحدث هذا، فالخير خير لكل الناس مالا وأرضا وسكنا وعلاجا. قلت لعجوز حدثتني وهي تبكي على حالها، أتعرفين يا خالة ما هو أسوأ شيء في مهنتي !! الأسوأ أن أستمع كل يوم لقصص تدمع لها العين ويعتصر لها القلب ألما دون أن استطيع فعل شيء. حسبنا الله ونعم الوكيل. ولكم تحياتي [email protected]