منذ أن أخذنا النكتة والسخرية مساراً نصدر منه الأخطاء والأوجاع أيقنت أننا نسير في المسار الخاطئ الذي نقصد منه التغيير ومعالجة الخلل لأن المتعة التي تجعلنا نضحك على أنفسنا تسكب ماءً بارداً على همتنا وتجعلنا نتهاون بها وما يشتعل تحتها وتخفيه الضحكات وذلك الهمز واللمز وكأنهما حدود الصواب والمعالجة !! لا يكفي أن تضحك لتعالج ولا يكفي أن تتحاور فإذا فعلت سيكون الحال أكثر سوءا . ماذنب الأجيال القادمة التي تتربى الآن على النكتة والروح الساخرة السلبية فيكتفون بالضحك على أحوالهم لأن كل ما حولهم يثبت تلك السلبيات ويصد عن الايجابيات وتختلط عليهم الأمور؛ الصدق بالكذب والمبالغة بالواقع فلا يستطيعون أن يجدوا سبيلا للتمييز ليحكموا حكما صحيحا يساعدهم على العمل والتفكير والإنتاج وكل هذا يجعل أقدامهم تغوص وتغوص في وحل سلبية الاستسلام تجاه أنفسهم ووطنهم . كم هو مبهج أن نرى شبابا من الجنسين يتفاعلون مع الأحداث بشكل ايجابي أكثر ممن هم في العقد الرابع والخامس من العمر ممن يعدون العدة للتقاعد واتخاذ مسارات أخرى في حياتهم وينقلون خيباتهم كلها إلى الشباب ويتوهمون ويوهمون أنهم يقدمون خلاصة خبراتهم !! جميل أن نرى من يقاوم هذا الفكر وقبيح أن نجد منهم من يستسلم ويصدق كل ما يقال ويرى من معاول الهدم بسوء التفكير والتخطيط والظنون !! غيرنا من الشعوب صاحبته النكتة سنوات طوال فسيء أحوال المجتمع والسياسة ضحكوا كثيرا وأضحكونا معهم ولكنها لم تقدم لهم سوى جرعة بعد جرعة من التخدير الجماعي فهي أضعف من أن تأخذ بيدهم نحو الإتجاه الصحيح . كم هو مبهج أن نرى شبابا من الجنسين يتفاعلون مع الأحداث بشكل ايجابي أكثر ممن هم في العقد الرابع والخامس من العمر ممن يعدون العدة للتقاعد واتخاذ مسارات أخرى في حياتهم وينقلون خيباتهم كلها إلى الشباب ويتوهمون ويوهمون أنهم يقدمون خلاصة خبراتهم !! هذه النكت على الرواتب القليلة للمبتدئين والتقليل من شأن أصحابها هي التي جعلت الكثير من المستسلمين يرفضونها تماما دون أن يقول : إنها مجرد نقطة بداية سأتخطاها بقدراتي ولهذا فضل أن ينام النهار ويسهر الليل ليتجاذب أطراف التذمر واشعال المزيد من النكت الحارقة باطنا والباردة ظاهرا فيصب كل غضبه على كل مسؤول وكل مؤسسة ويتحدث عن الفساد كالخبير المعالج وينسى دوره في ذلك واصراره أن يستلم راتبا يقترب من راتب والديه لأن هناك من يروج له فكرا مغلوطا يقنعه به أنه يستحق ذلك لمجرد أنه من أبناء دولة نفطية !!وهم بذلك يلغون اعتبارات كثيرة ومعادلات أكثر في الحياة والعمل ويقولون له انتظر وانتظر وانتظر حتى يطوعونه لما يريدون وما يراد له هو شأن آخر هناك من يخطط له وهناك من ينساق له بغباء شديد لينهار كل شيء . اتصل شاب من الباحثين عن العمل على مسؤولة ما في أحد القطاعات الخاصة وأخبرته بأن الوظيفة موجودة وأن راتبك سيكون 3000 ريال فقال هازئا بها وبما تقول أنا لا أعمل بهكذا راتب فقالت له أنا بدأت قبل عام واحد بالمبلغ نفسه والآن زاد راتبي وزادت خبراتي وحصلت على ترقية عملية وترقية اجتماعية لأني لم أعد عاطلة ولا مكتئبة من سهر الليل ونوم النهار ، فزادت نغمة السخرية لديه وهو يقول الله يبارك لك !! من يطعن هؤلاء الشباب في قدراتهم وعقولهم أهو سوء التنسيق الوظيفي الرسمي فقط بل نحن من يزيد الطين بلة ونصيب همتهم وأرواحهم في مقتل عبر رسائل ملغومة يرى البعض أنها تحمل مستصغر الشرر ولايتوقع أن يأتي منها أعظم الخطر والضرر . Twitter: @amalaltoaimi