هذه الزاوية من أصعب الزوايا التي كتبتها منذ ان بدأت الركض على الورق قبل أكثر من ربع قرن . فقد عجزت عن الإمساك بنقطة البداية إذ يستحيل ان يختزل الإنسان مشاعره في زاوية أسبوعية كهذه ومن الصعب ان يلخص الإنسان خمسة وعشرين عاما عملتها تحت قيادته لتتشكل علاقة أثيرة اختلطت فيها رؤى كثيرة وامتزج فيها الكثير من المصاعب والأفراح والانتصارات وعشنا فيها الأمل والطموحات والحلم . محمد بن فهد لم يكن فقط أميرا للمنطقة الشرقية ولكنه كان ابنا بارا لهذا الوطن عمل بكل ما أوتي من قوة على ان يحقق للمواطن وللقيادة طموحاتهم ، مستمدا العون من الله ثم من مدرسة الفهد - طيب الله ثراه - . آمن بأن الادارة يجب ان تغلف بغلاف من الإنسانية بعيدا عن جمود الأنظمة والقوانين وبالتالي كان يسخر الأنظمة والقوانين لخدمة الإنسان أولا ولتحقيق مصلحة المواطن المباشرة . يؤلمه ان يسمع عن قصة إنسانية محزنة فيكلفنا بالبحث عنها وإعطائه التفاصيل ليعمل على حلها ومسح آثار الألم عن نفوس أصحاب هذه القصص . كان الفرح يشع من ذاته عندما يعرض عليه مشروع خيري يقوم به احد رجال الأعمال أو يطلب منه ان يساهم فيه . وقمة فرحه تتجلى في رؤية الإنجازات وهي تتوهج على ارض الواقع ، اذكر فرحته عندما زار للمرة الأولى مشروعه للإسكان الميسر ورؤيته لفرحة الساكنين وهو إسكان مثالي وجميل بكل المقاييس ، اذكر رأفته بالايتام وحرصه عليهم اذكر حماسه لإنشاء جمعية تأهيل ورعاية المعاقين ، اذكر فرحته بالمشاريع الصغيرة للسيدات وفرحته بنجاحات مركز الأمير محمد بن فهد للقيادات الشابة . اذكر ألمه عندما لا تنجح جهوده لأسباب تتحكم فيها بيروقراطية بحتة في تحقيق إنجاز معين . الحديث يطول ولكن الأمير محمد بن فهد لخصه في كلمته الوداعية يوم الثلاثاء الماضي في ذلك اللقاء المؤثر له مع أهالي وأعيان المنطقة التي أحبها فأحبته ، عندما قال (يعلم الله أنني لم اعمل عملا لا استشعر فيه رضا الله) ولعل آخر مناسبة رعاها وهي جائزته للدعوة والمساجد ابلغ شاهد على هذا التوجه .وسأتحدث يوما عن أكثر جوانب شخصيته إبهارا وهو الجانب الإنساني . وكما استقبلته المنطقة الشرقية بالحب قبل 27 عاما تودعه اليوم بالحب .. حفظ الله الأمير محمد بن فهد حيثما حل وجزاه عنا خير الجزاء وحفظ بلادنا وأهلها من كل مكروه وأعان الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية على تحمل الأمانة التي هو أهل لها. تويتر h_aljasser