في الملتقى السنوي السادس لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة بطيبة الطيبة، التقت أكثر من ثلاثمائة شخصية من جُلِّ مناطق المملكة ومحافظاتها، في ضيافة جمعية (أسرتي)؛ التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ الفاضل الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام الحرم النبوي الشريف، وكان الملتقى تحت رعاية كريمة من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد آل سعود، وبحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، ووكيل الوزارة الأستاذ عبدالعزيز الهدلق. ولم يكن هذا الملتقى مثل بعض الملتقيات؛ تجمع وانصراف، وتوصيات مبيّتة ثم نائمة، بل كان مهنيًا احترافيًا عالي الجودة في التصميم، والتخطيط، والتنفيذ في جميع مراحله، ولم يقبل من الأبحاث سوى الذي يقدّم حلولًا عملية، مع قاعدة من التنظير الذي يؤسّس للتوصيات العملية. ما أتوقعه بعون الله تعالى أن يتسع في المملكة الاهتمام بالأسرة على كل الأصعدة خلال الأعوام القليلة القادمة، وأن يكون لذلك أثر في ترسيخ الاستقرار الأمني الذي تنعم به بلادنا «ولله الحمد والمنة»، وانخفاض نسبة الجريمة، والطلاق، والبطالة، وزيادة الترابط الأسري، بل وزيادة الإنتاجية في الدراسة والعمل وإلى جانب ذلك كانت هناك ثلاث مبادرات كبرى، وُضِع لها خط زمني برعاية مباشرة من الوزارة، وتنفيذ نافذ على الفور من ثلاث جهات، تتعاون معها كل الجهات الأسرية بلا استثناء. المبادرة الأولى: إنشاء المجلس التنسيقي لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة والجمعيات العاملة في هذا المجال بالمملكة العربية السعودية خاصة التي لديها مراكز التنمية الأسرية، وقد تمّ تشكيل لجنة مكوّنة من مديري الجمعيات التالية: الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية بمنطقة المدينةالمنورة (أسرتي) رئيسًا، وبعضوية كل من: الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية بالمنطقة الشرقية (وئام)، وجمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي بمحافظة جدة، والجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية ببريدة (أسرة)، وجمعية التنمية الأسرية بخميس مشيط، ومركز التنمية الأسرية بالأحساء، وذلك لإعداد لائحة المجلس خلال الشهرين القادمين بإذن الله، والموافقة عليه من الجمعيات، ومن ثم رفعه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لاعتماده. المبادرة الثانية: اعتماد مبادرة قيادة الأسرة (تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج) على أن تقوم جمعية المودة للإصلاح الاجتماعي بمحافظة جدة بالإشراف على هذه المبادرة. المبادرة الثالثة: اعتماد مبادرة بناء قدرات المرشد الأسري على أن يقوم مركز التنمية الأسرية بالأحساء بالإشراف على هذه المبادرة. وجميع المبادرات مرجعيتها اللجنة السابقة، على أن يتم تدشينها في الدورة السابعة من الملتقى بإذن الله، الذي تبنّت (وئام) استضافته في العام المقبل بإذن الله تعالى. كما تبنّت الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة بمنطقة المدينةالمنورة (أسرتي) الإشراف على إعداد وتنفيذ دراسة عن إمكانية إنشاء المرصد الأسري؛ الذي يُعنى برصد القضايا الأسرية في المجتمع السعودي بالتنسيق مع الجهات الرسمية والخيرية، على أن يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء منها بإذن الله تعالى. وكان مما أوصت به الوزارة وتضمّنه البيان الختامي للملتقى، دعوة الجمعيات المتخصّصة بالتنمية الأسرية والإرشاد الأسري بشكل خاص إلى تأسيس مراكز للتنمية الأسرية في مناطق خدماتها. وما أتوقعه بعون الله تعالى أن يتسع في المملكة الاهتمام بالأسرة على كل الأصعدة خلال الأعوام القليلة القادمة، وأن يكون لذلك أثر في ترسيخ الاستقرار الأمني الذي تنعم به بلادنا «ولله الحمد والمنة»، وانخفاض نسبة الجريمة، والطلاق، والبطالة، وزيادة الترابط الأسري، بل وزيادة الإنتاجية في الدراسة والعمل. فالأسرة محضن الأمان، وحقل الإنتاج في كل ميادين الحياة، لأنها مصنع الإنسان، وقلب المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع كله.