منحت الدولة حرية التعبير عن الرأي للكتاب والمثقفين في السنوات العشر الاخيرة ايمانا باهمية الرأي العام وما تكتبه الصحافة للاسهام الايجابي في التنمية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي فتدفقت المقالات الهادفة التي تعالج الكثير من تقصير الوزارات واخطاء الأجهزة الخدمية وفشل بعض المشروعات وتدني مستوى جودتها او بطء انجازها او رداءة تنفيذها متضمنة آراء ومقترحات ايجابية جديرة باهتمام المسئولين للاستفادة منها في تحسين الخدمات والاستغلال الأمثل للمال العام لتنفيذ المشروعات دون اهدار ولا ريب ان ظاهرة الفساد في مجتمعنا اصبحت حقيقة ماثلة لا يمكن التستر عليها وذلك لعدم كفاءة الاجهزة الرقابية ادارة وتنظيما ومتابعة لقلة كوادرها المؤهلة مما ادى الى تفشيها بشكل مخيف وتم انشاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد التي لا تزال في مرحلة التأسيس والسؤال الذي يفرض نفسه هو أيقرأ المسئولون في اجهزة الدولة ما تكتبه الصحافة السعودية ؟ اقترح في هذا الشأن تأسيس شعبة في ديوان مجلس الوزراء تقوم بجمع ما يكتب عن وزارات واجهزة الدولة في الصحافة المحلية ومن ثم توجيه ذلك لكل وزير فيما يخصه للاجابة عنها لتبيان الحقيقة عما يكتب عن وزارته. ويساورني الشك في ان المسئولين يقرأون ما يكتب عن اجهزتهم بل اكاد اجزم بأن ما تكتبه الصحافة لا يحظى بأي اهتمام سواء من فئة الوزراء الذين لديهم مشاغل تحول دون اطلاعهم على ما يكتب وادارات العلاقات العامة في وزاراتهم نادرا ما تزودهم بملخصات دقيقة عما يكتب وللتاريخ فإنني اسجل هنا لمعالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله انه يكاد ان يكون الوحيد من الوزراء فقد كان يتابع ما ينشر عن وزارته ويرد عليه في الصحافة او بخطابات موجهة للكتاب ولما كان وزيرا للصحة كان يفاجئ المستشفيات بزيارات متنكرا للاطلاع المباشر على احوالها وانشأ خطا هاتفيا ساخنا بينه وبين الناس لتلقي شكاواهم . اما فئة المدراء العامين التنفيذيين فقلما يرد بعضهم على ما يكتب وان كانت معظم ردودهم لا تسمن ولا تغني من جوع بل تتصف بالردود التبريرية غير الموضوعية . واقترح في هذا الشأن تأسيس شعبة في ديوان مجلس الوزراء تقوم بجمع ما يكتب عن وزارات واجهزة الدولة في الصحافة المحلية ومن ثم توجيه ذلك لكل وزير فيما يخصه للاجابة عنها لتبيان الحقيقة عما يكتب عن وزارته ذلك لأن الرأي العام على احسن افتراض يتطلع الى تحقيق الأفضل وسيكون انشاء هذه الشعبة تطورا ايجابيا في الادارة الحكومية . [email protected]