كشف كبار خبراء اقتصاديات الزراعة بالمملكة عن تعرّض المملكة خلال الفترة المقبلة لظروف جوية متقلبة ستوثر على القطاع الزراعي الذي يمثل المركز الثاني في الأهمية الاقتصادية للمملكة بعد قطاع النفط الامر الذي سيساهم بشكلٍ كبير في عزوف المستثمرين بهذا القطاع والمنافسة على قطاعات اقتصادية بديلة مربحة، وتحدّث الخبراء خلال حديثهم ل»اليوم» بأن عاصفة تبوك الثلجية التي شهدتها منطقة تبوك كبّدت تجار ومستثمري المشروعات الزراعية المهمة خسائر اقتصادية تصل ل30 مليون ريال حتى الآن بسبب تلف المحاصيل الزراعية التي كانت في طريقها للسوق المحلي، وأكد أحد كبار خبراء اقتصاديات الزراعة الدكتور عبدالله العبيد على ضرورة الاستفادة من الثلوج التي تشهدها منطقة تبوك كونها مخزونًا مائيًا كبيرًا تستفيد منه المشاريع الاقتصادية الزراعية كونها مصدرًا مائيًا هامًا للسكان وللمنطقة التي شهدت جفافًا طيلة السنين الماضية وتأثر المزروعات التي تسقى بمياه جوفية نتيجة جفافها، وقال الدكتور العبيد إن تأثير العاصفة الثلجية بمنطقة تبوك على القطاع الزراعي كبّد المستثمرين خسائر اقتصادية كبيرة الأمر الذي سينعكس سلبًا على اسعار المعروض بالاسواق المحلية وارتفاعها اضافة الى أن المناطق التي يستورد منها تجار السوق المحلي شبه مغلقة نتيجة تأثر العاصفة حتى تركيا وتأثر محاصيلها الزراعية إضافة الى صعوبة نقل المعروض الى السوق المحلي نتيجة وجود عوائق بالطرق القادمة من شمال المملكة بعد تأثرها جراء العاصفة. وأشار الدكتور العبيد الى أن المساحة الصالحة للزراعة بالمملكة تقدَّر بأكثر من 48.9 مليون هكتار تشكّل 22.7بالمائة من إجمالي مساحة المملكة في حين تبلغ مساحة الأراضي القابلة للاستصلاح 3.8 مليون هكتار مشيرًا الى أن الناتج المحلي الزراعي بالمملكة ازداد من 38.2 مليار ريال في عام 2005م إلى أكثر من «44» مليار ريال في عام 2011م، وذلك نتيجة لما شهده القطاع الزراعي من تطوّر في الإنتاج والإنتاجية. من جهته أوضح أحد كبار التجار المستوردين للخضراوات والفاكهة بجدة حامد المزروعي أن أكثر من 80 بالمائة تعدّ نسبة تأثر المشاريع الزراعية بمنطقة تبوك نتيجة العاصفة الثلجية وأن الخسائر الاقتصادية التي تكبّدها المستثمرون في هذا القطاع الحيوي تتجاوز 30 مليون ريال حتى الآن، حيث إنه مع نهاية الاسبوع المنصرم انخفض معروض منتجات المشاريع الزراعية بتبوك بأسواق جدة وتعاقد التجار مع مستثمرين آخرين في مناطق اخرى لتغطية العرض في الاسواق، من جانب آخر اوضحت منظمة الاغذية والزراعة بمنظمة الاممالمتحدة «الفاو» أن الاستثمار بالزراعة يعتبر أمرًا لا غنى عنه، وذلك لتخفيض مستويات الجوع وتشجيع الإنتاج الزراعي المستدام، وبيّنت المنظمة أن القطاع الزراعي يشكّل مناطق العالم التي يشهد فيها رأس المال الزراعي لكل عامل والاستثمارات العامة في الزراعة ركودًا بؤرًا للفقر والجوع اليوم. وسيؤدي نمو الطلب خلال العقود المقبلة إلى المزيد من الضغط على قاعدة الموارد الطبيعية ولن يقتضي القضاء على الجوع بشكل مستدام زيادة الاستثمارات الزراعية بشكل كبير فحسب، وإنما تحسين فعاليتها أيضًا. وقالت المنظمة إنه يجب أن يكون المزارعون نظرًا لكونهم أكبر المستثمرين في الزراعة في البلدان النامية محور أي استراتيجية لزيادة الاستثمارات في هذا القطاع. ولكن إذا أريد لهم أن يستثمروا المزيد في الزراعة فإنهم بحاجةٍ إلى مناخ مواتٍ للاستثمار الزراعي بالاستناد إلى حوافز اقتصادية وبيئة تمكينية وتتحمّل الحكومات أيضًا مسؤولية خاصة عن مساعدة أصحاب الحيازات الصغيرة على تذليل المعوّقات التي يواجهونها في توسيع أصولهم الإنتاجية وعن ضمان أن الاستثمارات الواسعة النطاق في قطاع الزراعة مفيدة اجتماعيًا ومستدامة بيئيًا كما يشكّل الاستثمار الحكومي في قطاع الزراعة مكوّنًا حاسم الأهمية لتوفير بيئةٍ مناسبة للاستثمارات الخاصة في هذا القطاع. ولذلك يتعيّن على الحكومات نقل الأموال العامة النادرة نحو توفير سلع عامة أساسية تنطوي على عائدات اقتصادية واجتماعية عالية، ومع مطلع العام 2013م تعدّ أولى خسائر يشهدها الاقتصاد الزراعي السعودي الخسائر الاقتصادية التي تكبّدها مستثمرو الزراعة بمنطقة تبوك التي تقع شمال غربي المملكة على دائرة عرض 36 درجة، و65 دقيقة وخط طول 28 درجة، و49 دقيقة من المدن الزراعية، حيث يوجد بها العديد من المشروعات الزراعية المهمة التي تنتج القمح والفاكهة والدجاج والبيض واشتهرت بزراعة الأزهار وتصديرها، ووفقًا لآخر التقارير الصادرة من الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة فإن درجات الحرارة ستوالي انخفاضها التدريجي على مناطق شرق وشمال ووسط المملكة تصل الى اقل من الصفر المئوي كدرجة حرارة صغرى وذلك على الاجزاء من شمال ووسط المملكة يشمل «حائل، القريات، طريف، عرعر، الجوف»، ويصحب ذلك نشاط في الرياح السطحية مثيره للأتربة والغبار تحدّ من الرؤية الافقية وسماء غائمة جزئيًا على المناطق الشمالية الغربية والمرتفعات الجنوبية الغربية والغربية مع فرصة لهطول أمطار على الاطراف الشمالية الغربية تكون ثلجية أحيانًا.