أنشأ الملك عبدالعزيز آل سعود "يرحمه الله" المديرية العامة للزراعة في عام 1344ه للاهتمام بالزراعة وبعد تولي الملك سعود بن عبدالعزيز "رحمه الله" الحكم سنة 1373ه تم تحويل المديرية العامة للزراعة إلى وزارة الزراعة والمياه بموجب المرسوم الملكي رقم (5/21/1951) وتاريخ 18/4/1373ه، حيث بدأت الوزارة بموجبه مباشرة مهامها وأعمالها من خلال ست وحدات زراعية في كل من الرياض، الخرج، الأحساء، المدينةالمنورة، جازان، بريدة، كما تم إحداث مكتب خاص للمياه والسدود بالوزارة. وتولى الأمير سلطان في عهد أبيه المؤسس رحمه الله، رئاسة الحرس الملكي في الرياض عندما صدر تأسيسه، فاختار ابنه سلطان ليكون رئيسا له، وهنا بدأت حياته العملية، وكان ذلك في عام 1362ه، وهو المؤسس الحقيقي له، وهذا أول منصب يتولاه، وعمل على تطويره وحصل على عدة تقديرات من الملك وولي العهد والأمراء. وفي عام 1947م، الموافق لعام 1366ه، عين الأمير سلطان بن عبدالعزيز أميرا على الرياض، بعد صدور الأمر الملكي الكريم من الملك عبدالعزيز، ففي عهده تطورت الرياض تطورا سريعا في كافة المجالات، من الفترة ما بين 1354 حتى 1365ه، فقام بفتح بوابات الرياض، وبناء وتوسعة أسواقها وإعطاء المال للمحافظات الصغيرة في المنطقة، تبع ذلك إنشاء مصانع جديدة وهدم بعضها ونقل أماكنها، وانتهت فترة إمارته للرياض عام 1373ه، الموافق 1953م. وعين الأمير سلطان بن عبدالعزيز عضوا في مجلس الوزراء، لأول مرة في حياته بعد أن أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، أمرا ملكيا بإنشاء وزارة الزراعة، ولم تمض ساعات قليلة حتى اختار أخاه الأمير سلطان ليكون وزيرا لوزارة الزراعة، في يوم الخميس 18 ربيع الثاني 1373ه، الموافق 24 ديسمبر 1953م، بعد شهر واحد من وفاة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، عند تشكيل أول مجلس للوزراء في المملكة، ولم تمر سنوات قليلة حتى تطورت الزراعة، وقد ساهم في عملية توطين البدو ومساعدتهم على إقامة مزارع حديثة. وفي 15ربيع الأول 1375ه، ترك منصبه، لينتقل إلى أكبر في الدولة بعد أن ترك إرثا كبيرا ونهضة شاملة في وزارة الزراعة. البداية والنشأة وُلِد الأمير سلطان بين عبدالعزيز بمدينةِ الرياض عام 1349ه/1931م, الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه، تعلّم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، تربى تربيةً صالحة في كنفِ والده الملك عبدالعزيز وكانت قوة صلته بأبيه رحمه الله سبباً في اكتسابهِ حنكةً سياسية وخبرةً عملية وقوةً في شخصيتهِ جعلته يمارسُ السياسةَ داخل المملكة وخارجها.. عوامل كثيرة في تركيبةِ شخصه ساعدته على العمل المبكر منها حدةُ ذكائه وقوةُ حضوره وجرأتهِ في التعامل والتي منحته حباً يليقُ به من كافةِ المستويات، هذا بالاضافة إلى روحه التي كانت تليقُ بدورِ بلادهِ البارز في قضايا الشرق الأوسط.. كلُّ المؤشرات صادقة ولا تُبالغ حينما تشيرُ إليه بأنه السياسي المُحنك الذي كان له دور عظيم في مؤتمراتٍ شتى لا عدد لها ولا حصر في المناطقِ الاقليمية والدولية على حد السَّواء.. توطين البدو «ليس من السهل أن تنتقل من مجتمع القبيلة والريف والتجزئة إلى مجتمع سياسي وإداري موحد، تحت بناء الدولة، وهذا يتطلب وعيا بمفهوم الدولة وشروط بنائها، فكانت فكرة إنشاء الهجر، وهي الفكرة التي اتخذها الملك عبدالعزيز في توطين البادية في مجمعات سكنية، بدلا من حياة الترحل والبداوة الخالصة».. هذا المقطع يعد جزءا مما كتبه المفكر الدكتور عبدالله الغذامي في كتابه (حكاية الحداثة)، صدر في عام 2004، حيث تحدث عن عملية التحديث الاجتماعي والحداثة الفكرية من خلال ذات الكاتب وتجربته مع الحداثة في المجتمع السعودي. ولم يغفل الكاتب دور المؤسس الملك عبدالعزيز في فكرة سياسية حكيمة تنص على قيام دولة موحدة الأجزاء والدستور وتخضع لنظام واحد، واضعا أولى متطلبات التوحيد السياسي هو توطين البدو والقبائل التي كانت تسكن صحراء الجزيرة العربية، وتتنقل بين ربوعها بحثا عن الماء والكلأ لممارسة الرعي بإنشاء الهجر وحضهم وتشجيعهم على الزراعة. ولذا جاءت فكرة إنشاء الهجر لتوطين البدو وتحويلهم إلى مواطنين مدنيين كشرط أولي لضمان قيام دولة النظام، وكان هذا مع مطلع القرن العشرين، زمن تأسيس الدولة». هذا المشروع الذي طرح فكرته المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود وعمل عليه كمشروع اجتماعي تنموي سياسي يسعى إلى تحديث الحياة داخل نظام الدولة وسياستها عهده الأب لابنه الأمير سلطان بن عبدالعزيز في 24 ديسمبر (كانون الأول) 1953، حيث عين الأمير سلطان وزيرا للزراعة عند تشكيل أول مجلس للوزراء بالمملكة بعد أن كان أميرا لمنطقة الرياض. بناء الهجر ومن خلال منصبه الوزاري أسهم الأمير سلطان بشكل فاعل في توطين البدو والقبائل وتحويلهم من بدو رحل يبحثون عن الكلأ والماء لرعي أغنامهم وإبلهم ويسكنون الخيام إلى مزارعين يسكنون الهجر التي أسستها الدولة وبنتها لهم حينها بتوجيهات من الملك عبدالعزيز وابنه الأمير سلطان، الذي كان قد رعى هذه المشروعات، حيث بنيت الهجر التي أعدت لتكون مقر سكن ثابت لهؤلاء البدو وتم توفير مدرسة ومركز صحي ومسجد فيها ومن ثم مكاتب البريد والطرق المعبدة حتى تطورت لتصلها وسائل الاتصال الحديثة، إضافة إلى حفر الآبار التي ساعدت كثيرا في استقرار البدو الذين كان الماء سبب ترحالهم، كما عمل الأمير سلطان على مساعدتهم في اقتطاع الأراضي الزراعية لهم بالمجان وإقامة المزارع الحديثة وإعطائهم قروضا ميسرة الدفع وبلا فوائد إلى جانب مساعدتهم بتوجيههم للزراعة الصالحة التي تحتاجها الدولة ويستطيعون أن يزرعوا أرضهم بتوجيهات من وزارة الزراعة نفسها من خلال الخبراء الزراعيين، الذين تم استقدامهم لأجل تعليم المزارعين البدو الجدد على هذه المهنة. واستطاعت الدولة أن تنهض بأكثر مشاريعها أهمية تمثل في توطين البدو والقضاء على الفتن والتناحر القائم في ذلك الوقت بين القبائل، وتسيير أمور الدولة من خلال استقرار أبناء البادية واندماجهم في المجتمع المدني الذي تطور تباعا لتصبح هذه الهجر الصغيرة مدنا كبيرة بعد أن تم حصد نجاح هذه التجربة التحديثية في حياة المجتمع القبلي بالمملكة بعد توحيدها. كانت أهم مشكلة تواجه المزارع هي عدم توافر المعدات الحديثة لاستخراج المياه، فلقد كان استخراج المياه من الآبار يتم بطريقة بدائية، تعتمد على الدلاء التي تسحبها الدواب، كما أنه كانت لا توجد معدات حديثة لحفر الآبار بالآلات، علاوة على عدم وجود طرق زراعية واسعة تربط المزارع بعضها ببعض. نهضة زراعية لقد حظي القطاع الزراعي في المملكة باهتمام خاص من الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- وذلك لأهمية الزراعة، وخاصة زراعة التمور والحبوب، باعتبارها أهم مصادر الغذاء للحاضرة والبادية، ولوجود مناطق زراعية غنية بالإنتاج الزراعي في كل من الإحساء والقصيم وحائل والمدينةالمنورة والطائف وتبوك وتربة وغيرها، وهذه المناطق غنية بإنتاج التمور والفواكه والحبوب وأنواع متعددة من الخضار. وكانت أهم مشكلة تواجه المزارع هي عدم توافر المعدات الحديثة لاستخراج المياه، فلقد كان استخراج المياه من الآبار يتم بطريقة بدائية، تعتمد على الدلاء التي تسحبها الدواب، كما أنه كانت لا توجد معدات حديثة لحفر الآبار بالآلات، علاوة على عدم وجود طرق زراعية واسعة تربط المزارع بعضها ببعض، وكانت الوسيلة الوحيدة لنقل المنتجات الزراعية هي الدواب، ولذلك نجد الملك عبدالعزيز بعد ضم القصيم في عام 1324ه، والإحساء في عام 1331ه يقوم بتشجيع المزارعين هناك وشراء محاصيلهم الزراعية من التمور والحبوب وجعلها مصدر تموين غذائي لقواته، كما أنه قام بتوزيع التمور والحبوب وغيرها على أبناء البادية كإعانات غذائية. وفي الوقت نفسه قام بفتح موانئ دولته المطلة على الخليج العربي على الساحل الشرقي مثل العقير والدمام بعد ضم الإحساء عام 1331ه والسماح للتجار باستيراد المنتجات الزراعية بأنواعها، والمعدات الزراعية وخاصة من شبه القارة الهندية. وبعد ضم الحجاز قام الملك عبدالعزيز بفتح الموانئ الموجودة على الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر مثل جدة وينبع والليث والقنفذة وجعلها مناطق استقبال للمعدات وأجهزة حفر الآبار ومعدات تعبيد الطرق الزراعية، وعربات النقل والسيارات وغيرها، وإعفاء المزارعين والتجار من أي رسوم جمركية على معداتهم الزراعية وادوات الحفر وذلك لتشجيعهم على الزراعة. بل ذهب إلى اكثر من ذلك، في أنه رحمه الله بعد استخراج البترول وانتعاش الاقتصاد وخاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قدم إعانات مالية للمزارعين لتشجيعهم على الاهتمام بمزارعهم، وإدخال المعدات الحديثة في العمليات الزراعية، وقام بمساعدة المزارعين بحفر آبار عميقة في القرى والهجر والمدن لاستخراج المياه، واستيراد معدات الحفر الآلية ورافعات المياه الحديثة وتقديمها هدية للمزارعين، بجانب تقديم اعانات مالية نقدية لهم وذلك لتمكينهم من استخدام الوسائل الحديثة في الري والزراعة، وتربية الماشية. كما أنه أمر بإحضار عدد من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، وأسس في عام 1369ه إدارة خاصة أطلق عليها (المديرية العامة للزراعة) للإشراف على المناطق الزراعية وتقديم الخدمات التي يحتاجها قطاع الزراعة في كافة أنحاء المملكة. وبعد وفاة الملك عبدالعزيز عام 1373ه سار أبناؤه على نهجه، فاهتموا بالقطاع الزراعي، وتم تحويل المديرية العامة للزراعة إلى (وزارة للزراعة والمياه) وذلك في عام 1373/1953م بموجب المرسوم الملكي رقم 5/21/1/4951 وتاريخ 18-4-1373ه، وتم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- وزيراً للزراعة بموجب المرسوم الملكي رقم 2/103/5 وتاريخ 22-4-1373ه وجرى بناء مبنى خاص بوزارة الزراعة بالرياض بشارع الوزارات، وتعيين كادر من الموظفين والمهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، وقد بدأت الوزارة بتوزيع نشاطها في ست إدارات هي: الزراعة، المياه، السدود، الثروة الحيوانية، الثروة السمكية، الأبحاث والدراسات. وفي الوقت نفسه تم تأسيس بنك التسليف الزراعي لتقديم قروض مالية ميسرة للمزارعين لعدة أعوام بدون فوائد لتشجيع المزارعين على شراء المعدات والأجهزة الحديثة لمزارعهم واستخدام أحدث الطرق في المجال الزراعي والإنتاج الحيواني. الحفاظ على البيئة ومنذ تولي الأمير سلطان منصب أول وزير للزراعة عام 1953م، مع تشكيل أول مجلس وزراء سعودي، ظهر جليا اهتمامه بالقضايا البيئية، كما اهتم بقضايا الغابات والمراعي. وفي عام 1981م، حرص على إنشاء مصلحة الأرصاد وحماية البيئة كإحدى الإدارات العامة التابعة لوزارة الدفاع والطيران؛ لتقوم بدورها في حماية البيئات البحرية والبرية. وفي عام 1986م، أسند للأمير سلطان منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، فرسخ مفاهيم الوفاق بين الإنسان وبيئته. وفي عام 1990م، ترأس الأمير سلطان اللجنة الوزارية للبيئة التي وضعت استراتيجية وطنية لحماية البيئة. وفي عام 1995م، أسس الأمير سلطان مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية لإقامة المشروعات الصحية والاجتماعية الخيرية التي يستفيد منها المحتاجون من أبناء المجتمع. وفي عام 1995م أيضا، أسس الأمير سلطان صندوق دعم الحياة الفطرية، ومسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لخدمة البيئة، ليوفر الفرصة لكل من يريد المشاركة في نشاطات حماية البيئة بالمال أو بالجهد. وفي عام 1996م، اختير الأمير سلطان ليكون رجل البيئة العربي من قبل الاتحاد العربي، كما اختير من بين الرجال العشرة العازمين على حماية بيئة كوكب الأرض من قبل وكالة «وتنس» الدولية. وفي عام 1997م، رعى الأمير سلطان الندوة الوطنية للسياحة «آفاق المستقبل»، التي مثلت الحافز لإنشاء الهيئة العليا للسياحة عام 2000م، تحت رئاسة سموه لمجلس إدارتها. وفي مجال التعاون الإقليمي والدولي، رعى الأمير سلطان مشروعات عديدة لإنماء الحياة الفطرية في دول المغرب العربي، سوريا، الأردن، إيران، وكازاخستان. برئاسة الأمير سلطان لمجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها واللجنة الوزارية للبيئة، تلقت المملكة جوائز وشهادات تكريم ودروعا عالمية تقديرا لجهودها في حماية البيئة والحياة الفطرية، من أهمها: جائزة بتكاسيا الدولية للبيئة من أستراليا عام 1992م. درع فريد باكراد الدولي «الاتحاد الدولي لصون الطبيعة». شهادة تقدير جمعية أصدقاء الأرض الدولية عام 1991م. شهادة تقدير جماعة السلام الأخضر الدولية عام 1991م. شهادة تقدير المعهد العربي لإنماء المدن عام 1994م. شهادة تقدير مجلس وزراء البيئة العرب عام 1997م على جهود التوعية والتثقيف البيئي. مركز أبحاث الصحراء: أنشئ مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء تحت مسمى "مركز دراسات الصحراء" كإدارة مستقلة ترتبط بمدير جامعة الملك سعود عام 1406/1986م بموجب القرار الإداري رقم 12873 بتاريخ 25/10/1406 ثم صدر قرار مجلس التعليم العالي رقم 18/18/1421 المتوج بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي رحمه الله بتاريخ 17/3/1421 على تغيير مسمى "مركز دراسات الصحراء" بجامعة الملك سعود ليصبح "مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء"، مما أضاف لأهداف ونشاطات المركز مجالات بحثية أوسع وأشمل وأكثر اهتماما بالقضايا الحيوية التي من أهمها أبحاث البيئة بمفهومها الواسع مع التركيز على دراسات المياه والصحراء. ويعد مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء نموذجا للمراكز العلمية والبحثية على مستوى المنطقة في خلال مسيرته العلمية والبحثية وإجراء البحوث والدراسات العلمية وخاصة ما يتعلق بمقاومة التصحر والمحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية وتنظيم استغلالها، والتشجير وإكثار النباتات والغابات والمراعي الطبيعية. ويعمل المركز باستمرار على تطوير قدراته الفنية والبحثية في مجال استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لدعم البحث العلمي في المركز. ويقوم بتنفيذ عدد من المشاريع البحثية والتطبيقية لدراسة البيئة الصحراوية في المملكة باستخدام هذه التقنية بالتعاون مع الجهات المتخصصة. وقد صدر عن المركز العديد من المؤلفات العلمية والنشرات الإرشادية، ويجري فيه تجميع وتوثيق المعلومات ودعم البحوث العلمية التي تجريها الجهات المتخصصة بالجامعة ذات العلاقة المباشرة بالصحراء، ويعمل على تنمية الروابط والتنسيق مع الجهات التي تعنى بدراسات الجفاف والصحراء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. كما تبنى المركز جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه وتولى أمانتها، ويشارك المشرف على المركز في عضوية الهيئة الاستشارية الوطنية بوزارة المياه. جائزة المياه العالمية تعد جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بكل دلالاتها الخيرة تجسيدا للصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية وجهودها المتواصلة ومساهمتها البناءة في الحضارة الإنسانية. ويعتبر تكريم المبدعين بهذه الجائزة إقرارا بجهودهم وإنجازاتهم المتميزة التي سيقدمونها في سبيل المحافظة على هذه الثروة سواء كان في مجال ترشيد استعمال المياه أو في مجال حمايتها من التلوث وتحسين جودتها وغيرها من المجالات الأخرى. ويعد هذا التكريم أيضا حافزا لشحذ الهمم للعطاء بأقصى الطاقات وتطوير وسائل البحث بكل الإمكانات. وتوصف جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأنها عالمية علمية تقديرية دورية تمنح كل سنتين، وتهدف إلى تقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي أسهمت في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة بعون الله بالوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها، والمحافظة على استدامتها وخاصة في المناطق الجافة. وتضم الجائزة 5 فروع وقيمتها لكل فرع 500 ألف ريال (نحو 133 ألف دولار). وتمول من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتقدم تقديرا لكل نتاج فكري أو مادي، سواء لأفراد أو مؤسسات بما يؤدي إلى تقدم المعرفة البشرية؛ فضلا عن رفع مستوى الإلمام والتحكم البشري في المجالات التالية: المياه السطحية المياه الجوفية الموارد المائية البديلة (غير التقليدية) إدارة الموارد المائية حماية الموارد المائية ويتولى مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء الأمانة العامة للجائزة العالمية للمياه، التي أعلن عن بدء الدعوة للترشيح للدورة الأولى لها مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في 15 شعبان 1423 الموافق 21 أكتوبر 2002. ويقول رئيس جمعية المياه العالمية البروفيسور ميشيل راوس "إن النتائج المأمولة من الجائزة لا تقتصر فوائدها على المناطق الجافة أو التي تعاني من ندرة في المياه، وإنما تتعداها إلى دول صنفت كدول بمنأى عن مشكلة نقص المياه مثل كندا وسنغافورة"، مشددا على أن جائزة الأمير سلطان بفروعها الخمسة لا تبحث موضوعات عامة بل تبحث موضوعات متخصصة تعبر عن مشكلات واقعية تحتاج إلى حلول مما يعطي الجائزة تميزا على جوائز عالمية بما في ذلك جائزة استكهولم العالمية. وينطلق تميز جائزة الأمير سلطان وتفوقها على الجوائز المماثلة من عدة أسباب تتمثل في أهمية فروعها الخمسة، وارتفاع قيمة الجائزة التي تبلغ 5ر2 مليون ريال بمعدل 500 ألف ريال للفرع الواحد. ويرى الدكتور جورك أمبرجور الفائز مؤخرا بجائزة استكهولم العالمية للمياه أن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه تمثل منعطفا مهما في مجال البحث عن حلول فعالة لمشكلة ندرة المياه في العالم. ويؤكد أن موضوعات فروع الجائزة الخمسة اختيرت بعناية فائقة لأنها تعبر عن هاجس الدول بحثا عن حلول لمشكلة ظلت تؤرق الكثيرين. وفي حفل تسليم الفائزين بالجائزة في نوفمبر 2008 بحضور ولي عهد هولندا أمير ولاية أورانج ورئيس الهيئة الاستشارية لأمين عام الأممالمتحدة لشؤون المياه والصرف الصحي صاحب السمو الملكي الأمير وليام ألكسندر، وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، ألقى الأمير خالد بن سلطان كلمة قال فيها "مضت سنوات على إعلان جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، ست سنوات شهدت صراعات سياسية ومشكلات اقتصادية وأزمات مالية وكوارث طبيعية لم تسلم من أي منها دولة واحدة ونبهنا وقتها لأخطار مائية تحيط بنا من كل حدب وصوب من ندرة وتلوث وجفاف وتصحر وصراع وفجوات مائية بين العرض والطلب وكنا نأمل أن تحمل السنوات التالية ما يبشر بانفراج لتلك الأزمة وبما يعين على تنفيذ الخطط الطموحة في النمو والتنمية". وأشار إلى أن الخبراء يتحدثون من خلال أربعة مصطلحات اختزلوا فيها الأزمة المائية وهي الإدارة المائية المتكاملة، والثقافة المائية، والوعي المائي، والسلوك المائي، عادا إياها نصف المشكلة والحل في آن واحد. وقال: تعلمون أن (منظمة الشفافية الدولية) أصدرت تقريرها هذا العام في شأن الفساد المائي، وأهم ما جاء فيه أن بدء تغير المناخ وازدياد الطلب على الموارد المائية في جميع أنحاء العالم، جعلا من مكافحة الفساد في قطاع المياه أمرا ملحا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فمن دون المزيد من الإجراءات والسياسات لإيقاف أي تدهور في هذا القطاع سيكون هناك الكثير من الآثار السلبية في التنمية الاقتصادية والبشرية وتدمير للنظم البيئية الحيوية إلى جانب ما قد تسببه من تأجيج التوتر الاجتماعي ونشوب النزاعات في هذه الموارد الأساسية". وقال سمو الأمير خالد: "بعد هذه النظرة الرمادية إلى المشكلة المائية، يبقى الأمل دوما، فلا يأس من رحمة الله، ما دام يرعانا رجل نذر نفسه لفعل الخير وخدمة العلم وتشجيع البحث، رجل حباه الله بابتسامة تبشر بالتفاؤل وتشيع الطمأنينة فيمن حوله، أحبه الناس وأطلقوا عليه أسمى الصفات وأنبل الأسماء، أنشطته في مجال المياه يدركها القاصي والداني، يرعى مركزا لأبحاثها، وأنشأ لها جائزة عالمية، يدعم مشروعا لحصد مياه الأمطار والسيول وخزنها، ويدعم الأنشطة المائية محليا وعربيا ودوليا، إنه سلطان الخير وسلطان المروءة ورجل البيئة الأول، إنه والدي أقف له حبا واحتراما وأخفض له جناح الذل من الرحمة». المناصب التي تقلّدها - كان أول منصبٍ يتقلّده عام 1366ه/1947م رئيساً للحرسِ الملكي وأميراً للرياض. - أصبحَ وزيراً للزراعة في عهد أخيه الملك سعود عام 1373ه/1953م. - عين وزيراً للمواصلات عام 1375ه/1955م. - عين وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام 1382ه/1962م. - في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1402ه/1982م عُين نائبا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع كما كان له دور عظيم في صفقةِ اليمامة آنذاك.. - بعد وفاة الملك فهد رحمه الله عُين ولياً للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء عام 1426ه/2005 فبالاضافة كونه وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام حتى وفاته "يرحمه الله". مع أسرته يؤدي القسم عقب توليه وزيرا للزراعة اهتمام كبير بالبيئة الملك سعود اختاره لينهض بالقطاع الزراعي في جميع المناطق ويدلي بحديث إذاعي في زيارة لتوطين البدو نهض بالزراعة خلال عامين وأنشأ المزارع الحديثة بالصحراء