رقم التشاؤم وصل.. رافعًا بيارقه الملوّنة رقم (13).. لا لسان.. لا هوية.. رقم يمثل جدل العنترية.. حتى التشاؤم.. وصفة عربية.. لها سعر.. وقيمة جدلية.. رقم جديد.. سيحمل تاريخًا جديدًا.. لن يطول انتظارنا.. سيمضي كغيره.. سيُعيد نفسه.. بعد قرن من السنين.. سيصبح (3013).. هل سيجد الحال.. مثل الحال؟!.. نعم.. عربي يعرف أطناب البؤس.. والفقر.. والجهل.. لكنه عزة وعزيمة.. صبر وأمل.. أحفادنا قادمون.. في أصلابنا يسبحون.. ماذا سيقولون؟!.. رقم يأتي ويذهب.. هل سيصبح عند العرب.. عام غنيمة.. وغيمة لها قيمة؟! رجل جديد.. ولادة جديدة.. فكر جديد.. خيانة جديدة.. رأي جديد.. زعيم جديد.. دروع بشرية جديدة.. عام جديد.. يبدأ كغيره.. ينتهي كغيره.. أنا وأنت والبقية.. لنا قضية.. هل لهذا العام عنوان؟!.. شيء لا ترسمه الفضيلة.. لا ترسمه الأخلاق.. مفاصل تتحرك.. محور يدور في مكانه.. مَن يحرك المفاصل؟!.. مَن يقود السفينة؟!.. هل يكون عام التشاؤم؟!.. للتفاؤل فينا جذور.. نمدها في الأرض والدفاتر.. العنوان.. رقم يمثل المسيرة. عربي يلبس الأشكال جميعها.. هناك ثوب وبنطال.. قميص وعباءة.. هناك عمامة.. عربي لبس (المايوه) الملوّن.. يعرف كل أشكال الأزياء العالمية.. يعرف أن سوقه مستباح.. وخيمته مستودع للعطورات.. وبيته ميدان حروب.. كل حياته ساحات لتجارب السلاح.. أصبح رمزًا في دساتير الكراهية.. نتاج استعباد الآخرين.. نتاج تشوّهات خوازيقهم.. وظلمهم.. وبطشهم.. وقتلهم.. هكذا ندور في تموّجات التاريخ الأسود.. سرقوا التاريخ.. حجبوا شهادة الميلاد.. أحرقوا سجلات الكرامة. عربي.. عدو الغزاة.. يذهبون.. ويبقى وطنًا وعروبة.. في قلبه هتاف.. الله أكبر.. حب أوطاننا.. لا يقاس بالدماء.. وعدد الشهداء.. سلام لكم.. في كل أرض عربية.. تفاءلوا.. ستتوقف سنين الجدب يومًا.. قوموا.. إن الفجر لمن صلاه. عربي.. ما زال جُرحه ينزف.. وللطغاة تاريخ ملوّث.. ذهبوا.. وقد جعلوه غنيمة.. قالوا عنّا جرب.. عادوا.. فعدنا.. عرب في ثوراتنا.. لم نتوقف.. هل يثور العاجز والضعيف؟!.. عربي يلتف حول نفسه.. ثائرًا وحده.. في رحلة الضياع والصراع.. في شوارع المعاناة.. تكدّست الجموع.. الشعوب ثارت.. فهل ضاعت؟!.. كسابقات ثورات عسكرها المترفين.. ومحاضرات نخبها الثقافية.. عبر كلماتهم المنمقة المعسولة.. حياتهم جدل.. هل يعودون بثوب جديد إلى بلاد العرب؟!.. لم نعُد قطعة لحم.. لكلاب الدنيا تنهشها.. نحن أرض وتاريخ.. وشمس حارقة.. لا ظل ولا ظلال.. لا لباس أو لحاف.. مات في قلوبنا كل شيء.. إلا حب أوطاننا.. هم يعرفون. عربي.. يمضغ اللبان.. لم يصنعه.. يأكل شيئًا لم يعجنه.. لم يزرعه.. يشرب سائلًا ملوّنًا مستوردًا.. بنكهة العدا وسحنته.. حتى شنبات جدي العربي.. المقوّسة اختفت.. ولحيته تقلّصت.. وصوته أصبح أعجميًا.. يخوض في لغات عالمية.. لها حراسها ومصطلحاتها.. ملطخة بصنوف الطمس والإبادة.. لها ضحايا.. ورغم ذلك.. يظل مستقبلنا عربي.. بلونه الحنطي هناك زعامات تدّعي العروبة.. تنتظر قدوم الضيف.. يعرفونه.. يرحّبون بفتوى غبية.. تقابلها قطعة ذهبية.. يسلّمونه مفاتيح البيت والحظيرة.. زعيم عربي.. يسجن نفسه برغبته.. في كامل الحظيرة.. زعماء.. يؤلفون لنا قواميس (اللعان) والشتيمة.. زعماء عافها الزمان والأرض.. وكل الشعوب العربية. عربي.. هو الشعب.. ثائر في وطنه.. باعه الزعيم.. جعله لعبة.. بجانب طبول فساده.. ومسرحيات نشيده.. وتماثيل تمجيده.. تشبع الزعيم.. اقتنع الزعيم.. لم يفهم التاريخ.. تشبع بأن شعبه بدون قيمة.. الزعيم وحده يمثل القيمة.. يمثل العروبة.. يمثل الأرض والمصير.. يكذب.. عندما يتجاهل الحقيقة. لا تكن تائهًا.. أرقام الدنيا وحساباتها مزيّفة.. مات بعضك.. استشهد بعضك.. بقي بعضك.. لديك أرقام الحقيقة.. الزعيم لا يملك الحقيقة.. يملك كنز المال المسروق.. من جيب الشعب المغدور.. وعند الزعيم.. كل عربي لا يساوي حبة فول.. في صحن حصان الزعيم.. هذه النتائج.. تطوف من بلد لآخر.. في مشاهد التفتيت والتقزم.. في كل شبر.. هناك شبرية الزعيم.. للقتل والخراب.. لوأد صوت الشعب الذي ورثه. عربي.. قلب ينبض بالحياة العربية.. بطش العدا يزيد.. والغدر والخيانة.. وتعتلي طائراتهم السماء العربية.. تحرّكها الوحشية.. والحقد والكراهية.. صواريخهم تقصف وتقتل.. هناك مَن يبارك بفتوى مقيتة.. لها مصالح آنية.. عرب آخر زمن.. كأنهم عرب أول زمن.. هل تغيّر الزمن؟!.. هل تغيّر العرب؟!.. هل تغيّر العدو؟!.. هل تغيّر الصديق؟!.. هل تغيّر اللسان والهدف؟!.. كل شيء تغيّر.. حب العرب للوطن لم يتغيّر. عربي.. مغروس في أرضه.. عنوان معرفته.. ورموز ضياعه وصحوته.. العرب بناء ورايات وحياة.. الأرض العربية.. كاسرة الريح والمحن.. وحشود الفتن.. قاهرة الأعداء.. تحمل عربًا.. تظل الأرض زعيمة العرب.. تفتيتها عندهم فضيلة. عربي.. عدو الغزاة.. يذهبون.. ويبقى وطنًا وعروبة.. في قلبه هتاف.. الله أكبر.. حب أوطاننا.. لا يقاس بالدماء.. وعدد الشهداء.. سلام لكم.. في كل أرض عربية.. تفاءلوا.. ستتوقف سنين الجدب يومًا.. قوموا.. إن الفجر لمن صلاه. twitter@DrAlghamdiMH