أي قانون.. أو عرف.. أو منطق.. أو عدل، يجرد الناس من أوطانهم، ويمنحها لآخرين.. يمنحها بقوة السلاح والقتل والتشريد؟!.. سؤال شارد الذهن، في معسكرات السمنة العربية.. سؤال نافر الجسم، في ذاكرة النخوة العربية.. سؤال جذاب، في هضاب التاريخ، الذي لا نتعلم منه.. سؤال ليس له مساحة مع أنوار الملاهي الليلية العربية.. يرون النجوم.. يعتقدون أنها سامرة تغازل أحلامهم.. لكل سؤال جواب عند العرب.. إلا نكبة فلسطين ليس لها جواب.. يأتي الجواب في صدى نتائج همسات الانتخابات الديمقراطية الغربية التي غرسوا أشواكها سموما في خاصرة الأرض العربية.. إسرائيل نتاج مجالس (شلّة) الإقطاع الغربية.. (شلّة) مجالس بوجه ابيض، ونفس سوداء، ونيّة بغيضة كارهة حاقدة.. تسبح في دماء التاريخ.. فجروه باطلا وعدوانا في ديارنا.. غرب يرى اللون الحنطي (شوكالاته)، يجب التهامه.. ويرون شرب الدم العربي، في قيلولة الظلم الذي يعشقون، شيء من العبادة.. لكن ماذا نسمي من تنازل بالأرض والقضية والدماء العربية؟!.. ماذا نسمي من ينادي: إلى السلام يا عرب.. العدو أمامه، يمد بساط الاحتلال.. ينزع كل شيء عربي من الأرض، حتى الإنسان.. من يمنح السلام؟!.. من ينشد السلام؟!.. هل هم العرب أم الصهاينة؟!.. حتى اليوم ماذا حقق العرب سلما أو حربا؟!.. هل يملكون حق التنازل بالحقوق؟!.. جيل ضيع فلسطين.. جيل آخر حرر شيك السلام مع المغتصبين.. أعطاهم الشرعية.. كل جيل يقود إلى نكبة اكبر.. لا ندري ما هو المصير النهائي.. ليس للأرض وحدها.. لكن للعرب أجمعين؟!.. هل كان التنازل تصرف أولاد الشوارع؟.. هناك تدرج في الشوارع، إلى أن تصل إلى شوارع الخمسة نجوم.. شوارع لا يراها الرادار العربي الشعبي.. يحاول تجنب التطلع إليها، لأنها مثل الشمس تعمي العيون.. مازال التعجب مستمر من الرادار العربي الذي قاد النخبة.. إلى مفاوضات الشجعان.. يفاوضون وكأنهم في مجلس عربي.. كلام في كلام.. اعتمدوا حسن النية مع ذئب مفترس جائع ومسعور.. تمدد الشر.. زادت المعاناة.. زاد الإحباط... تعثرت الأجيال.. تبعثر التواصل.. انكسر الرجال.. بقي المجلس مقر الجلسة الكبرى لضياع رؤية الرادار العربي ظهيرة.. كنتيجة تعزز دور أولاد الشوارع.. لم يذهبوا في مسيرة الشجعان العرب.. تحول سلام الشجعان إلى مفاوضات الشجعان.. هل وجد العرب أنفسهم (عصيدة) في مسار الأحداث؟!.. هل وجدوا أنفسهم في مسار سلام الشجعان؟!.. من هو الذي يجد نفسه في مسارات لم يخطط لها؟!.. من هو الذي تركبه الموجة؟!.. نتائج الإجابات قادت إلى خلافات العرب في المجالس.. أصبح هناك مجالس لعرب المعارضة.. ومجالس لعرب المناصرة.. ومجالس أخرى للعرب الصامتة.. كنتيجة، ظهر بين العرب مرض وباء حوار حيرة الشجعان.. تقول المجالس: العرب أهل شجاعة.. لكن لم تحدد نوعية العرب.. هل منهم أولاد الشوارع؟!.. كلام يدعوا إلى تحريك مسارات عمل الخيال، في فندق الشجعان.. يمكن تحقيق ذلك أيضا في فندق الجبناء.. اصطلحوا مع عدوهم الذي مازال يعلن ويمارس العداء.. يسوقون لنا كشعوب أنهم اصطلحوا.. لكن العدو يبتز ويغتصب الصلح في مجالس مشبوهة.. ضاعت الدماء العربية.. هكذا بكل بساطة.. الشجاعة نعمة، لا يتم احترامها في أي مجلس عربي، حتى وان كان مجلس ملون، يحمل لوحات توضيح الخطأ والصواب.. حتى جائزة نوبل للسلام.. منحوها مناصفة بين عرب ويهود.. هل هناك منكر أكثر من هذا المنكر،الذي يتزعمه الغرب ضد العرب، وعلى المكشوف؟!.. في المجالس، هناك من يفخر بهذا العمل.. وهناك من يتجرد حتى من عروبته وحقه وحق الآخرين.. بسبب قتل ناقة، تحارب العرب وبشجاعة وضراوة.. استمرت حربهم أربعة عقود.. هل كانت الناقة أهم من الإنسان في تلك الحقبة؟!.. المصيبة تم توريث هذا الفعل إلى يومنا.. أصبح من التراث الخالد للعرب.. الحرب مازالت مستمرة حتى اليوم، في بعض زوايا النفس والأرض العربية.. قتل ناقة جعلت الحرب مستمرة أربعون عاما.. لكن حرب اغتصاب الأرض الفلسطينية لم تستمر سوى ثلاثون عاما.. ثم خروا ساجدين.