هل تشهد قمة الرياض المقبلة، التدشين الفعلي للاتحاد الخليجي؟ خادم الحرمين الشريفين، صاحب الدعوة، بدا متفائلاً كثيراً وهو يؤكد في كلمته أمام قمة المنامة، والتي ألقاها نيابة عنه، سمو ولي العهد، أن التحول للاتحاد مطلب شعبي خليجي، من شأنه أن يحقق جزءاً من طموحات المواطن في دول الخليج، ويسهم في بناء وحدة حقيقية مؤسسة على تجربة مجلس التعاون والتي جاوزت الثلاثة عقود. ربما تكون الرياض، كما كانت عاصمة الفكرة، محطة الانطلاق الحقيقي، لتغيير الأداء الخليجي، واكتساب خبرات التجارب الوحدوية الناجحة، كالاتحاد الأوروبي مثلاً، رغم الفارق بين التجربتين، باعتبار أن وحدة العوامل المشتركة في الخليج، أكثر كثيراً من نظيرتها في أوروبا. ولعله من المناسب أيضاً، توثيق بعض ما أفرزته «قمة الصخير» التي اختتمت أمس، بالبحرين الشقيقة، من تثمين لدعوة خادم الحرمين الشريفين، وحرصه على المسيرة الخيرة للدول الأعضاء والانتقال إلى مرحلة الاتحاد ولعل المقترح السعودي حول مشروع النظام الأساسي للاتحاد بما يتوافق مع توصيات الهيئات المتخصصة، يهدف كما قال المليك إلى بناء أساس متماسك «يلبي آمال مواطنينا من خلال استكمال الوحدة الاقتصادية وإيجاد بنية اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين وبلورة سياسة خارجية فاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية والدولية، وبناء منظومة دفاعية وأخرى أمنية مشتركة، لتحقيق الأمن الجماعي لدولنا، وبما يحمي مصالحها ومكتسباتها، ويحافظ على سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». هذه الغايات السامية التي يرنو إليها خادم الحرمين الشريفين، من أجل وحدة ورفاهية شعوب الخليج، تمثل العناوين العريضة للهدف من الاتحاد الخليجي، ونثق كل الثقة في أنه وكما عبر القائد عبدالله بن عبدالعزيز عن أمله سيتم إطلاق ذلك في قمة الرياض المقبلة. ولعله من المناسب أيضاً، توثيق بعض ما أفرزته «قمة الصخير» التي اختتمت أمس، بالبحرين الشقيقة، من تثمين لدعوة خادم الحرمين الشريفين، وحرصه على المسيرة الخيرة للدول الأعضاء والانتقال إلى مرحلة الاتحاد، كذلك إنشاء قيادة عسكرية موحدة واقرار تعديلات الاتفاقية الامنية، إضافة للتأكيد على وضع برامج عملية بجداول زمنية للانتقال إلى آفاق أرحب للتكامل والاندماج الاقتصادي، لتكون كلها تأكيدات جدية بالسعي لتحقيق الحلم الخليجي، الذي عبّر عنه عبدالله بن عبدالعزيز، نيابة عن ضمير كل مواطن خليجي، يهفو لتجذير مسيرته عبر أطرها السياسية والاقتصادية الشاملة، لتكون محطة التغيير نحو الأفضل، في مواجهة الصراعات الإقليمية والأطماع الدولية المعروفة. انتهت «قمة الصخير» ولم ينته الحلم الخليجي القديم، الذي سطره الآباء المؤسسون، الذين غاصوا ذات يوم بحثاً عن «دانة الغواص» في مياه الخليج، ليس لتكون مفتاح الحياة الأولى فقط، ولكن لتكون تتويجاً لمسيرة عملاقة، تتوج بحث المواطن في الرياض أو المنامة، أو دبي، أو عمان، أو الدوحة، أو الكويت عن الاستقرار والوحدة والأمن والأمان.