تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، حول العلاقات السعودية الأمريكية، ونوه سموه - أثناء استقباله وفداً من الكونغرس الأمريكي أمس - بالعلاقات بين البلدين وتعاونهما في كثير من القضايا، والعلاقات السعودية الأمريكية الوثيقة ساهمت بقدر كبير في منع انفجارات في منطقة الشرق الأوسط، وما كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ترسخ صداقتها مع المملكة لو لم تكن السياسة السعودية تؤسس على مباديء واستراتيجية حكيمة في إدارة العلاقات الدولية في المنطقة ومع العالم، واكتسبت السياسة السعودية شهرة وموثوقية دولية، لأن نهج المملكة يعتمد على الصدق وإرساء الثوابت في سياستها الخارجية وتنبذ التكتيكات المرحلية أو مواقف مصلحة المرة الواحدة، ولهذا اكتسبت المملكة شخصية مهمة وفاعلة في المنطقة وعلى المسرح الدولي، وخير مثال على فن الإدارة للعلاقات أن المملكة - على الرغم من اختلاف وجهات النظر مع واشنطن في بعض القضايا - تنخرط في صداقة وتعاون مع الولاياتالمتحدة في أمور كثيرة، واستطاعت هذه الصداقة أن تنجح في العمل على حماية الأمن الخليجي ودرء الأخطار عن المنطقة ومواجهة السياسات المتهورة العمياء لأنظمة أيديولوجية عدوانية مثل النظام البعثي السابق في العراق، والنظام الإيراني الذي يمارس حالياً سلوكيات خطرة على إيران وعلى المنطقة نفسها، وفي مناسبات كثيرة فإن الصداقة السعودية الأمريكية قد نجحت في كبح عدوانية إسرائيل ومنعها من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. كما نجحت هذه السياسة في إدارة أكثر من أزمة في الشرق الأوسط لتعبرها المنطقة بسلام وبأقل الخسائر للشعوب، والآن تدفع المملكة من أجل أن تتخذ الولاياتالمتحدةالأمريكية مبادرة تجاه الشعب السوري الذي يحاصره نظام بشار ويشويه يوميا بحمم النار، وقد اتخذت المملكة موقفاً متقدماً مناصراً للحق في سوريا، التزاماً بمسئولياتها التاريخية العربية مثلما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في بيانه للشعب السوري في أغسطس العام الماضي، والتزاماً بالوقوف إلى جانب قضايا الإنسان العادلة، حتى أثمرت جهود المملكة وجهود أشقاء وأصدقاء الشعب السوري المخلصين عن تشكيل هيئات وطنية تمثل الشعب السوري وتدفع بقضيته إلى مقدمة الاهتمامات الدولية، والموقف الأخلاقي والمباديء التي تدعو إليها الولاياتالمتحدة يتطلبان أن يكون فعل الولاياتالمتحدة بارزاً في الأزمة السورية وليس صوتها فقط، فمن غير المقبول ولا المعقول، أن تتفرج الدول الكبرى على نظام يحاصر شعبه الأعزل، بالدبابات والطائرات، ويمعن يومياً في قتل الناس بالمئات، ويدمر المدن والعمران ويحرق الحقول، ويحول الشعب السوري إلى مجموعات لاجئين مشردة في منافي الأرض وعلى حدود البلدان.