- توأمة المدن ظاهرة تتكرر في كثير من دول العالم. في الممملكة هناك جدة ومكة، والدمام والخبر، و بريدة وعنيزة، و أبها وخميس مشيط. هذه التوأمة مرتبطة بنشوء هذه المدن وتاريخها وطبيعة أهلها، وانشطتها، وكثيرا ماسيقت الطرف والاقوال حيال هذه التوائم، والحديث اليوم عن تنومة توأم النماص التي كان لنا معها وقفة الاسبوع المنصرم. تنومة والنماص ليستا مدينتين بعد وان كانتا في طريقهما لذلك. انهما ظاهرتان جغرافيتان متميزتان. تنومة منخفض والنماص مرتفع يربط بينهما عقبة الساقين التي تؤدي بك الى الظهارة مدخل النماص. هكذا تفصح اللغة عن المكان وتضاريسه. أخبار متعلقة أكثر دول العالم تنوعًا لغويًا حسب عدد اللغات الحلول الإسكانية.. المملكة أنموذجا ديمقراطية أبو ريالين - كما يشعر المرء بالإرتفاع وكأنه فوق السحاب في النماص فانه في تنومة يشعر بالاحتواء وقد احاطت به الجبال من كل جانب. وسواء أشرف المرء على تنومة من شرقها ام من غربها فانه سرعان مايشعر بانه قد انتقل الى مكان فريد، الى فضاء متميز، الى مكان يشعر معه بالألفة خلف كل صخرة، وامام كل شجرة، أو مزرعة، وتنومة منخفض سهلي تحيط به الجبال من كل جانب. غير ان هذه الجبال ليست مجرد جبال وحسب. انها تكوينات صخرية لعبت الجيولوجيا والتضاريس وعوامل التعرية أدوارا اساسية في نحتها وتحويلها الى مشاهد طبيعية في غاية الجمال. فمن كتل الحجارة الصماء في جبال منعاء شرقا التي تتحول وقت سقوط الأمطار الى شلالات في مشهد طبيعي تحول مع وسائل التواصل الاجتماعي الى ايقونة سياحية خاصة، يقابلها غربا عدد من التكوينات الصخرية في اطلالتها على تهامة، وبين هاتين السلسلتين من التكوينات الصخرية تفترش المزارع المساحة بينهما. ضمن هذا الامتداد السهلي تتناثر الصخور وقد كونت حولها ملاذات لبناء القرى والحصون التي تبدو وكانها امتداد لها. هذا مشهد ثابت، غير انه مايلبث ان يتحرك فور قدوم السحاب والضباب من تهامة ليجعل من المشهد الثابت ذاك مشهدا متحركا بالثانية والدقيقة والساعة وانت ترى السحابة ترمي بظلالها على الارض. هذه جماليات نادرة قل نظيرها في عالم اليوم. - هذه تنومة طبيعيا، عمرانيا تنومة كتوأمها النماص عبارة عن تجمعات لبيوت سكنية على جانبي الشريان الاقليمي الذي يقسمها الى نصفين. لعل مايلفت النظر في المشهد البصري في التنمية العمرانية في تنومة هو هيمنة الواجهات المعدنية باختلاف موادها على واجهة المباني بمحاذاة الطريق. هذا الجانب بحاجة الى اعادة النظر فيه. وهنا يطرح التساؤل نفسه بنفسه: اذا كان «حجر تنومة» بألوانه الزاهية قد تم استخدامه في رصف ممرات الكثير من القرى التراثية بالمنطقة فلماذا لا يتم استخدامه من باب أولى في واجهات المباني في تنومة ذاتها؟. وكما هو الحال في النماص ايضا، مازالت تنومة تنعم بوفرة في المساحات الزراعية المنبسطة بامتداد السهل ذاته. المزارع هنا ذات قيمة جمالية وعمرانية عالية ويجب الحفاظ عليها قدر الامكان. - وتبقى التنمية البشرية هي المحرك الأول للتنمية العمرانية. والتنمية البشرية في اي مكان في العالم معنية بجلب الناس اليه وخلق فرص عمل واستثمار طوال العام لكي تزدهر التجارة والسياحة والعمارة. ولعل موسمية السياحة هي مايشوب قيام تنمية سياحية مزدهرة طول العام ليس في تنومة فقط، ولكن في منطقة عسير بوجه عام. ومتى ماتم التغلب على ذلك يصبح من الممكن عندها الحديث عن رؤى جديدة وتنمية سياحية جديدة واعدة. تنومة حالة فريدة في جغرافية منطقة عسير والمملكة بوجه عام مما يجعلها جديرة بان تكون وجهة سياحية اقليمية ودولية. [email protected]