أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي على أن نتائج التحقيق المبدئي حول الاختراق الأمني للشبكة الخاصة بشركة أرامكو السعودية والذي وقع في السابع والعشرين من شهر رمضان الماضي تشير إلى استهدافها من قبل أشخاص ومنظمات خارجية وتهدف إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني مشيراً إلى أن النتائج بشكل كامل سيتم الإعلان عنها بعد الانتهاء من التحقيقات ومعرفة هويات المتسببين ، وأشار اللواء التركي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بشركة أرامكو ، وبمشاركة رئيس لجنة التحقيقات ونائب الرئيس العام لشئون التخطيط عبدالله السعيدان إلى أنه يمكننا القول بأن ماوصلت إليه لجنة التحقيق المشتركة «ممتاز للغاية» نظراً لطبيعة الجريمة وحرص القائمين على الاختراق على محاولة إخفاء ملامح هذا العمل باستخدام معرفات وروابط وجهات عديد مؤكداً بأن محاولة الاختراق تمت من دول في أربع قارات مما يتطلب جهدا كبيرا في معرفة مصادر هذا العمل ، وعلل التركي عدم الإفصاح الكامل عن التحقيقات بأن المصلحة العامة تتطلب عدم الإفصاح الكامل والهدف من إقامة هذا المؤتمر المشترك وتوضيح وضع الصورة الكاملة أمام المواطن والمتابع إضافة إلى تطمين الأسواق العالمية بأن محاول الاختراق لم تصل لأهدافها ، وقال التركي خلال المؤتمر الصحفي بأن جرائم القرصنة والاختراق المعلوماتي محرمة دولياً لذلك تحارب معظم الحكومات مثل هذه الجرائم مؤكداً بأن المملكة تربطها علاقات وثيقة مع معظم الدول مما يؤكد قدرة جهات التحقيق التعاون المشترك مع الدول التي تم استغلال أراضيها لهذا الاختراق مضيفاً إمكانية التعاون مع الشركة الدولية « الأنتربول» في حالة الحالة لإشراكها وملاحقة المتسببين قانونياً ، وأضاف التركي بأن وزارة الداخليه تعمل على رفع كفاءة الأنظمة الأليكترونية لدى الشركات الوطنية بالمملكة وما تأسيس المركز الوطني لأمن المعلومات إلا لمكافحة مثل هذه الجرائم والقدرة على مواجهتها وذلك بالتعاون مع الشركات لوضع التصور الواضح والآلية للعمل لحماية الشركات من أي عبث . من جهته أكد رئيس لجنة التحقيقات ونائب الرئيس العام لشئون التخطيط عبدالله السعيدان إلى أن محاولة الاختراق أحدث بعض الضرر بالشبكة الداخلية للشركة ولكن لم يصل وبحمد الله إلى الهدف من هذا العمل الا وهو الإضرار بالاقتصاد الوطني للمملكة والتأثير على عمليات الإنتاج مستشهداً بمواصلة الشركة إنتاجها للنفط والغاز دون تأثير ، وأكد السعيدان بأن الشركة قامت بعزل كامل لكافة الأجهزة المتضررة وإخراجها من الشبكة الداخلية كإجراء احترازي تمهيداً لحصر «الاختراق» وتنظيف الشبكة بشكل كامل واستبدال الأجهزة التالفة والمتضررة بأخرى لاستمرار العمل بشكل طبيعي ، وعن الخسائر التي تكبدتها الشركة جراء ذلك العمل أكد السعيدان بأن الخسائر يمكننا وصفها بالمحدودة والتي لم تتجاوز قيمة إستبدال الأجهزة المتضررة والجهد والوقت المبذول من قبل الأخوة في الإدارات التقنية في استبدالها ولا يمكننا مقارنتها بالضرر الحاصل في حالة وصول هذا الاختراق لأهدافه لا سمح الله ، وشدد السعيدان على أن أرامكو السعودية كان لها القدرة الكاملة على مواجهة هذه المحاولة وإبطالها بجهود داخلية من الإدارات المعنية بهذا الأمر ولم يستعد الموقف الاستعانة بأي من الشركات الخارجية لوقف هذا الهجوم مؤكداً على أن الأنظمة الخاصة بالشركة لديها الكفاءة الكاملة . وقالت الشركة في بيان لها أن قدرة الشركة على احتواء هذا الهجوم كان بفضل الله أولاً ثم الاستراتيجيات والخطط الخاصة للتعامل مع الطوارئ واستمرارية الأعمال التي طورتها الشركة فكان لتفعيل هذه الخطط دور كبير في احتواء هذا العمل التخريبي بشكل سريع و فعال ، مما مكّن الشركة من تأهيل الأجزاء المتضررة وإعادتها إلى وضع التشغيل الاعتيادي في وقت قياسي تفخر به الشركة ، وأضافت حدوث مثل هذا الاختراق أمر غير مقبول للشركة ، وإن كان نتيجة عمل تخريبي منظم ، وعليه هناك العديد من الدروس التي استخلصناها و استفدنا منها و شاركنا بها الآخرين ، ورغم صعوبة ما تعرضنا له فإننا خرجنا من هذه التجربة أقوى من أي وقت مضى ، ونحن ماضونَ في الاستمرار في تعزيز وتحصين الشبكة بكاملِ الوسائل الممكنة لمحاربة أي محاولة اختراق في المستقبل ، وبينت أن ما تعرضت له كان اختراقاً استخدمتْ خلاله الكثيرَ من العناوين الإلكترونية المنتشرة في العديد من الدول لإخفاء مصدر الهجوم ، وقد استطعنا بحمد الله تحديد كيفية الاختراق، و طبيعة الفيروس و التفاصيل الأخرى المتعلقة بالهجمة فبالنسبة لعملية الاختراق فقد تم الاختراق الذي نتج عنه زرع الفيروس باستخدام طريقة تسمى في عالم التقنية بالتصيّد الإلكتروني أو «spear phishing» ، وكانت أرامكو اعلنت اعادة تشغيل جميع خدماتها الالكترونية التي تعطلت جراء فيروس «تخريبي» اثر على حوالى ثلاثين الف جهاز كمبيوتر تابع للشركة لكنه لم يؤثر على العمليات الحيوية المتعلقة بالنفط ، وكانت الشركة قد كشفت عن تعرضها للهجوم بعد قرابة اسبوعين ، وتبنى الهجوم الإلكتروني على أرامكو قراصنة معلوماتية . .