عميد كلية العلوم والآداب في بلجرشي أبدع أيما ابداع عند قيامه بتمزيق اللوحات الفنية لطالبة الكلية هند الغامدي، بمناسبة دعوته لافتتاح معرضها التشكيلي المقام ضمن أنشطة طالبات قسم الاقتصاد المنزلي في جامعة الباحة. فهذا التمزيق الافتتاحي البوهيمي اسدى خدمة كبرى للطالبة هند بحيث تعرف القاصي والداني على معرضها بفضل ما تناقلته وسائل الاعلام التقليدية والالكترونية لصور لوحاتها الممزقة وكأنها قطع فنية أصيلة ولكن طالتها يد التذوق الفني-النقدي الراقي بشدة لدرجة التمزيق. تعدي العميد بتمزيق اللوحات الفنية تصرف أقل ما يوصف بانه سمج وغير تربوي البتة، ويتنافى مع كافة الطرق والأساليب التربوية والتعليمية المتعارف عليها في توجيه النقد الهادف والنصح والتقويم بالتي هي أحسن وألطف وأرزن بما يتماشى مع المكانة العلمية للعميد لا ، للأسف، بالتي هي أهوج وأعوج كما تناقلت وسائل الاعلام الالكتروني ، صور اللوحات وهي ممزقة ومرمية على الأرض وكأنها مررت على آلة تقطيع الورق! يا له من ابداع "عميدي" سريالي عجز عنه حتى بيكاسو. الاهداف التعليمية الكبرى على ما أعتقد ستكون عصية على الانجاز على ارض الواقع اذا لم تتوفر لها البيئة الابداعية المثلى بحدها الأدنى التي من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر: وجود كفاءات قيادية شابة ذات عقلية منفتحة جداً ليس في الجانب الاكاديمي فقط وانما في الجانب المجتمعي ايضاً مما يعينها على تحسس وفهم واستيعاب ما يمور به هذا المجتمع من تغييرات عميقة والتجاوب معها باسلوب مقنع باسلوب الحوار هذا التصرف الصبياني كان سيغتفر لو كان صادرا من موظف مستخدم بسيط في الكلية منع عنه صرف راتبه لشهور من دون سبب مقنع أو تم استفزازه بطريقة مهينة فتصرف حسب قدراته وفهمه المتواضع، ولكن أن يقوم بتمزيق اللوحات عميد الكلية الذي يتسنم قيادة دفة العلوم والآداب فهذا يطرح أكثر من سؤال واستفسار حول أهلية هذا العميد الفكرية والإدارية في تبوء هذا المنصب القيادي التربوي الرفيع. وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى مناقشة الكيفية المتبعة في وزارة التعليم العالي والجامعات بالاخص في تعيين الكفاءات القيادية في جامعات المملكة وكيفية تأثير تلك القرارات المفصلية في المخرجات التعليمية النهائية بالنسبة للخريجات والخريجين ومدى ملاءمتهم وجاهزيتهم العلمية والحياتية لقيادة اقتصاد ومجتمع المملكة إلى حالة أفضل تنموياً وفكرياً وسلوكياً. المراقب من بعيد يلاحظ في هذه التعيينات انها ما زالت تدور في فلك التقليدية الادارية ودرجة الولاء والانصياع التام لتوجهات مدير الجامعة من دون حتى تساؤل أو مناقشة دع عنك معارضة أو اختلاف في الرأي. ومن يشذ عن هذه القاعدة فمصيره المتعارف عليه إما بالتجميد أو التهميش الوظيفي أو دفعه إلى التقاعد المبكر كما أوضح بعض الاكاديميين في وسائل الاعلام بعد تقاعدهم المفروض عليهم وبدء الكتابة في بعض الصحف السعودية، الدكتور خالد الدخيل كمثال بارز على ذلك. لم نبرح نبكي ونتباكى على ضعف مخرجاتنا التعليمية الجامعية وعدم قدرة جامعاتنا على رفد اقتصاد المملكة، الذي يعد من أكبر اقتصاديات الشرق الأوسط والعضو في مجموعة العشرين ذات الثقل الاقتصادي الدولي، رفده بما يتطلبه من كفاءات ومهارات علمية وعملية وتقنية مؤهلة ومبدعة وابتكارية ومرتبطة بشكل هيكلي وعضوي بالتوجهات الحالية والمستقبلية لاقتصاد المملكة ومجتمعه. هذه الاهداف التعليمية الكبرى على ما أعتقد ستكون عصية على الانجاز على ارض الواقع اذا لم تتوفر لها البيئة الابداعية المثلى بحدها الأدنى التي من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر: وجود كفاءات قيادية شابة ذات عقلية منفتحة جداً ليس في الجانب الاكاديمي فقط وانما في الجانب المجتمعي ايضاً مما يعينها على تحسس وفهم واستيعاب ما يمور به هذا المجتمع من تغييرات عميقة والتجاوب معها باسلوب مقنع باسلوب الحوار والمناقشة والاقناع وبخاصة لدى الطالبات والطلاب. ولو عميد كلية العلوم والآداب في بلجرشي على دراية وعلم واقتناع بهذه التغييرات لما تجرأ ومزق لوحات تشكيلية لطالبة في هذا الزمن والوقت في ظل هذا الانفتاح العلمي والاعلامي غير المسبوق الذي يوفر لك ملايين الصور واللوحات الفنية التشكيلية المنقبة بجانب الخادشة وذلك بضغطة زر على محرك البحث جوجل ! فهل ستقفل محرك جوجل في كلية بلجرشي مثلاً ! Twitter:@WaleedHelal