من منا لم تصبه سهام الشائعات، أو يكتوي بنار تلك الآفة الخطيرة التي يحاول البعض تمريرها لتحقيق أغراض شخصية، أو مصلحة وقتية، بغض النظر عن صحة الادعاء أو وسيلته، التي غالباً ما تكون خبيثة. ربما يستخدم البعض الشائعة كجزء من حرب نفسية، في إطار صراع سياسي أو عسكري، ولكن كيف يسوغ البعض لأنفسهم استخدام الشائعة، أو الأخبار الكاذبة، كجزء من تصفية حساباتهم الشخصية العادية؟ أو اقتحام حياة الناس الخاصة؟ كلنا رأينا الأثر الاجتماعي قبل سنوات، لشائعة واحدة، ضربت سوق الأسهم في بلادنا، وأفقدت الكثير من المساهمين، أموالهم التي لم يستطيعوا تعويضها ربما حتى الآن.. وما بين الحين والآخر، نسمع شائعات، تحاول النيل من بلادنا، واللعب على عقول البعض، سعياً للإثارة واشعال نار الفتنة العمياء. أحاديث كثيرة عن سيناريوهات، ومخططات، ليست إلا في أذهان صناع هذا الفن من الشائعات، يهدفون من خلالها لضرب الاستقرار أو الوحدة الوطنية، صحيح أنه للأسف هناك من يقعون في الفخ، ولكن الرهان على النضج الشعبي ووعي المواطن، كان دائماً من يكسب الرهان. المشكلة، أن بعض مروجي الشائعات أنفسهم، يقعون في وهم تصديقها، ويعتقدون أنها حقيقية، وتجدهم حتى على المستوى الشخصي يعيشون في بوتقتها، ويأملون أن تحقق أهدافهم. المناخ أصبح أسهل بكثير عما كان من ذي قبل، «كبسة زر» على الكمبيوتر في عالم الفضاء المفتوح، وتفعل بعدها ما تشاء دون رقيب أو حسيب، إلا من الضمير، إذا وجد لدى مروجي هذه الشائعات. كثيرون أوذوا نفسياً واغتيلوا معنوياً جراء شائعة كاذبة، وكثيرون تعرضوا لأبشع أنواع الاستهداف، من خصومٍ لم يعرفوا نبل الخصومة، وآخرون كانت حياتهم مسرحاً لأقاويل باطلة.. حرمها دين الله، وجرمها شرع القانون. كثيرون وقعوا ضحية أفاقين، ما أكثرهم، لا يملكون شجاعة المواجهة، فانبروا يسلطون سهام أقاويلهم بدون وجه حق، متناسين قول الرحمن عز وجل: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ» و قول الرسول صلى الله عليه و سلم :»كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع» . والأخطر، أن تتجاوز الشائعات الفرد، لتستهدف مجتمعاً، يجب أن نعرف أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً لأن نعي ما يحاك ضد بلادنا و أمتنا، وعلينا أن نقف بثبات وشجاعة، ضد سيل الشائعات والأكاذيب التي ينشرها الغبار في كل الأرجاء . ** تذكر !! تذكر يا سيدي أن منتهى الذكاء ألا تبدو ذكياً. ** وخزة .. .. حتى المجانين لهم أحلامهم المجنونة .. أليس كذلك.