من يتابع بعض القنوات التلفزيونية العربية يدرك مدى الشغف بالتحدث عن المظاهرات في السعودية رغم ضعفها وقلتها وعدم تأثيرها وندرك ونرى علامات الفرح والتشفي من بعض المذيعات والمذيعين ونشوتهم أثناء استنطاق ضيوفهم بما يريدون، فإذا صفعتهم الاقوال والدلالات العقلانية التي تأتي مضادة لهواهم نجدهم يحاولون ان يتقولوا على الضيف على مسمع منه ومنا ثم لا يتمهلون في الاستماع إليه فيقطعون الحوار عاجلا لانه أتى مخالفا لأمانيهم التي يتطلعون فيها إلى انقسام المجتمع السعودي وابراز ملامح الفتنة فيه بناء على ما في نفوسهم من حقد وغل على مجتمع متضامن حقق قبل سنوات ما لم تسع إليه الدول الاخرى الا مؤخرا عندما صارت على جرف هاوية الفتن ثم الوقوع فيها وذلك عندما شرع خادم الحرمين الشريفين أبواب الحوار على مصاريعها في لقاءات مركز الحوار الوطني واطلاق حرية الصحافة والتلفزة لمناقشة كل نقاط الضعف في كل المجالات وكل ما من شأنه ان يسهم في دفع المجتمع السعودي إلى الامام وذلك عن طريق المعالجة الايجابية والمثمرة بعرض المشكلة وشرحها وتحليلها ووضع خطط العلاج لها. فلم يعد للمسكوت عنه مكان بيننا بدءا من الفساد الاداري في كل مكان ودائرة عمل وحتى تفاصيل الاختلاف الاجتماعي والديني في النظرة إلى الأمور.فلم يعد للمسكوت عنه مكان بيننا بدءا من الفساد الاداري في كل مكان ودائرة عمل وحتى تفاصيل الاختلاف الاجتماعي والديني في النظرة إلى الأمور. كنت ومازلت ضد فكرة التظاهر سواء سلميا أو عنيفا فلماذا نتظاهر طالما ان هناك قنوات متعددة لايصال اصواتنا ورغباتنا إلى المسؤولين. ان كانت المظاهرة نجحت أحيانا فقد اساءت في أحايين كثيرة وجرفت المجتمعات إلى مالا تحمد عقباه وبخاصة عندما تبنى على باطل وعندما يدس فيها المغرضون السم بالعسل ويعزفون على اوتار الجهل والفقر والرغبات الارهابية لدى بعض الناس.. كنت أتمنى لو ان تلك القنوات عرضت اجزاء من جلسات الحوار الوطني التي التقى فيها ممثلون عن كل التيارات والمذاهب فقابل الإسلامي الليبرالي وقابل السني الشيعي وعرض كل واحد منهم ما لديه وما يرنو إليه دون حرج في جلسات معلنة ومنقولة مباشرة على القنوات السعودية. من هنا من قاعدة الحوار تنطلق الاصلاحات والموازنات لا من قاعدة رفع شعارات لوثتها الاطماع السياسية الفاسدة والمفسدة. [email protected]