هرب ناطق الخارجية السورية جهاد مقدسي من سوريا بعد ورود أنباء عن خلافات بينه ومسؤولين في نظام بشار الأسد، ووصفته وسائل اعلامه بأنه «خائن» وذكرت أنه أعفي من مهامه الرسمية «لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي» وذكرت مصادر المعارضة أن السلطات أحرقت منزله في حي المزة بدمشق مساء الاثنين يأتي ذلك في وقت أعلن فيه أمين الجامعة العربية نبيل العربي أن نظام الأسد يمكن أن يسقط في أي وقت نظرا لأن الثورة تكتسب زخما يوما بعد يوم، بينما أصبح الثوار يرابطون على ثغور دمشق وبعض أحيائها ويسعون لمحاصرة مطار دمشق الدولي ما أدى إلى شل حركة الطيران. ونقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي في المنطقة قوله إن جهاد مقدسي غادر بلاده و»كل ما بوسعي قوله هو أنه خارج سوريا»، ووردت أنباء عن انشقاقه أو إقالته ومغادرته مطار بيروت الى لندن. وينتمي مقدسي إلى الأقلية المسيحية ودافع بقوة عن الحملة الدموية الأسدية في مواجهة الثورة الشعبية منذ 20 شهرا. وقد احتجب مقدسي في الأسابيع الأخيرة، بعد ظهوره المكثف في المؤتمرات الصحفية ووسائل الإعلام للدفاع عن نظام الأسد، ما أثار الشكوك حول إمكانية انشقاقه عن النظام. ويعتبر انشقاقه الأبرز في حركة الانشقاق التي تشهدها سوريا بعد انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب، في أغسطس الماضي. في هذه الأثناء، أعلنت وكالة أنباء في الاممالمتحدة أن المنظمة الدولية ستسحب «الموظفين الدوليين غير الاساسيين» من سوريا، وستحد من تنقلات موظفيها في البلد بسبب تفاقم الظروف الامنية. وبحسب وكالة «آي آر آي ان» التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية، فقد قررت الاممالمتحدة تعليق كل التنقلات خارج دمشق. وبين الموظفين الدوليين، فإن 25 شخصا من اصل نحو مائة، قد يغادرون سوريا اعتبارا من هذا الاسبوع. وستنسحب بعض وكالات الاممالمتحدة ايضا من مدينة حلب التي تشهد معارك بين القوات الأسدية والجيش السوري الحر، إلا أن وكالة واحدة على الاقل ستبقي على وجود في كل منطقة كبرى من سوريا خارج دمشق وفقا لتوافر الموظفين المحليين. أعلن منسق المساعدة الانسانية الأممية في سوريا ان «الوضع الامني اصبح صعبا للغاية بما في ذلك في دمشق».واعلن رضوان نويصر منسق المساعدة الانسانية في سوريا بحسب ما نقلت عنه الوكالة التابعة لمكتب تنسيق المساعدات ان «الوضع الامني اصبح صعبا للغاية بما في ذلك في دمشق». واضاف ان الاممالمتحدة «ستعيد تقييم حجم وجودها في البلد اضافة الى الطريقة التي تقدم بموجبها المساعدات الانسانية». وتوسعت المعارك اخيرا الى محيط مطار دمشق حيث فرض تعليق الرحلات الجوية كما توقفت خدمة الاتصالات الهاتفية والانترنت طيلة 48 ساعة. وبحسب المسؤول عن الامن في الاممالمتحدة في سوريا صابر مغال فإن «الوضع يتغير بشكل كبير» في البلد. وقال ان «المخاطر تزداد بالنسبة للعاملين الانسانيين بسبب العيارات النارية العشوائية والمواجهات بين اطراف» النزاع. ميدانيا، قتل عشرات الأشخاص يوم الاثنين في أنحاء سوريا بينهم 12 شخصا على الاقل في غارة جوية على مدينة رأس العين الحدودية في شمال شرق سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ل»فرانس برس» ان الطيران الحربي «شن غارة على حي المحطة في جنوب غرب المدينة التي تسيطر عليها جبهة النصرة وكتائب غرباء الشام ومقاتلون من كتائب اخرى، ما ادى الى مقتل 12 شخصا على الاقل، ثمانية مقاتلين معارضين واربعة مدنيين، اضافة الى نحو 30 جريحا». واوضح عبد الرحمن ان «شمال شرق المدينة خاضع لسيطرة المقاتلين الاكراد» التابعين للجان الحماية الشعبية. تعرضت الاحياء الجنوبية في دمشق ومناطق في ريفها لقصف امس من القوات النظامية التي تتابع حملتها العسكرية الواسعة في محيط العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان الكتروني: إن الاحياء الجنوبية من العاصمة تعرضت للقصف وسمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الاسود بينما اشارت الهيئة العامة الى مقتل نحو 50 سوريا معظمهم في الحسكة وحمص وريف دمشق حتى عصر امس. وفي محيط دمشق حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة، بحسب المرصد الذي تحدث عن اشتباكات في هذه البساتين وتلك المجاورة لبلدة ببيلا المجاورة، والواقعتين الى الجنوب من العاصمة. وفي الزبداني شمال غرب دمشق، افاد المرصد: ان مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا مبنى مدير المنطقة واشتبكوا مع عناصر الشرطة. وتشن القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق وريفها منذ الخميس، سعيا لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط العاصمة. وكانت صحيفة سورية قريبة من النظام تحدثت في عددها الصادر امس عن هذه العمليات العسكرية، مؤكدة ان الجيش السوري النظامي «فتح ابواب جهنم» على كل من يخطط للهجوم على دمشق. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا واتحاد تنسيقيات الثورة: إن قوات النظام قصفت فجر امس دوما ويبرود ومسرابا وداريا في ريف دمشق وأحياء العسالي والحجر الأسود والقابون في العاصمة بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وذلك بعد تعرض معظم أحياء دمشقالجنوبية وحي جوبر وبساتين كفر سوسة لقصف قوات النظام أمس. كما قصفت مدفعية النظام حيي الصاخور ومساكن هنانو في مدينة حلب شمالا. وتحدثت شبكة شام عن سماع دوي انفجارات ضخمة قرب مطار حلب الدولي في وقت مبكر من صباح امس. و قال ناشطون: إن كتائب الجيش الحر تواصل تطويق مطار دير الزور العسكري بعد سيطرتها على مطار البوكمال في المحافظة نفسها. وذكرت شبكة شام أن اشتباكات عنيفة تدور في المكان. وفي سياق المعارك قرب العاصمة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قوات النظام تسعى للسيطرة على مدينة داريا لقربها من مطار المزة العسكري، وهو الأهم في ريف دمشق والذي تنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية لتنفيذ عملياتها.