المجد عوفي إذا عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم وراجع الشمس نور كان فارقها كأنما فقده في جسمها سقم ولاح لي برقك من عارضي ملك ما يسقط الغيث إلا حيث يبتسم تفرد العرب في الدنيا بمحتده وشارك الغرب في إحسانه العجم وأخلص الله للإسلام نصرته وان تقلب في آلائه الأمم وما أخصك في برء بتهنئة إذا سلمت فكل الناس قد سلموا هذه الأبيات استعرتها من قصيدة لعبقري الشعر أبي الطيب المتنبي قالها بمناسبة شفاء سيف الدولة الحمداني أمير حلب من مرض ألم به. وعلى الرغم أن هذه الابيات قيلت قبل نحو أحد عشر قرناً من الزمان إلا أنني أستعيدها بمناسبة تشبه مناسبتها، هي شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. الأبيات السالفة تنطق بما نكنه في أعماقنا لخادم الحرمين والأمة والوطن، الأب الحاني، والملك الإصلاحي المخلص للأمانة والوفي بالوعد. ولاحظت أن محبة الملك شعور يخالج المواطنين الذين تحدثوا بهذه المناسبة، وهم يعبرون بعفوية صادقة ومودة للمليك صافية من غير شوائب أو نفاق أو تزلف، بل حتى الذين يصعب إرضاؤهم يذكرون اسم الملك بالاحترام والدعاء الصادق له بالشفاء. ولا يجمع أغلب الناس على مودة حاكم واحترامه إلا إذا كانت أرواح الناس تعانق روحه فيعرفون نيته وصدقه ومحبته لهم وقيم الوفاء، خاصة أن أغلب الداعين لخادم الحرمين بالشفاء العاجل ليس لهم مصلحة مباشرة، وإنما حباً لهذا الزعيم الذي يمد أيادي الخير ويتحدث صدقاً، لا تزلفاً، بالإصلاح والعدل والحق وأداء الأمانة. ولم ينس المواطنون الاوفياء إذ رجاهم يومياً «لا تنسوني من دعائكم».. فاستجابوا بدعوات متواصلة في صلواتهم وفي الليل والنهار أن يقيه الشر وأن يتمتع بالصحة والعافية. ولهجت له الألسن بالدعاء المخلص في أيام الشدة والكرب، ولا أشد كرباً من المرض. وسجية الوفاء هذه هي ما غرسه الملك عبدالله بن عبدالعزيز بين الناس.. وحصد حباً ومودة ودعوات مخلصة في توالي الليل من أناس لم يقابلهم ولم يقابلوه، لكنه عانقهم بأعماله وإنجازاته وحرصه ووفائه وأمانته، فبادلوه عناقاً بعناق. وحينما مرض كان الحزن يلم بوجوه الكل حينما يتحدثون عن المليك ومرضه. وكان المرجفون يمارسون ضغطاً نفسياً على المواطنين، بتغريداتهم في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تفرغوا، كعادتهم وخلقهم وخلاقهم، لبث الشائعات والدسائس وتبشير الناس بالسوء. وهم، مثل الخفافيش لا يخرجون إلا في الظلام، ولا ينتعشون إلا في أيام الشدة ولا يروجون إلا أخبار السوء. ولا أعلم هل أهنئ الملك بمناسبة شفائه أم أهنئه بمحبة الناس.. هنيئاً له بالحسنيين. *وتر ألمك ألمنا.. يا خادم الأمة.. يا هذا القريب منا، البعيد عن السوء.. لك نبضة قلب إذ عمك السرور. ولوعة في المهجة إذ ما ألم بك كرب.. فأنت نحن.. ونحن أنت والثرى ووطن السجايا والسهب وذرا الشاهقات وأقمار العلا. [email protected]