أطفال الحي كلهم يعرفون الطفل «حالم»، هذا الفتى الصغير الجالس دائما على كرسيه المتحرك صامتا، ولا يتكلم إلا مشجعا لفريق الحي بالملعب الجواري، ثم سرعان ما يعود إلى عزلته وقد تكبر أترابه عن مخالطته، بل يسخر منه بعض اللاعبين من فريق الحي حين يشجعهم ويصفق لهم. كان يفرح لانتصار فريقه ويحلم بالفوز في المرة القادمة لو انهزم. تأهل فريق الحي إلى الدور النهائي وكله عزم على التتويج، وحين دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب شاهدوا لوحات جميلة معلقة على أطراف الملعب، وأعجبوا برسومات عليها وجوه جميع اللاعبين بريشة رسام بارع، وبعض اليافطات مكتوب عليها كلمات تشجيعية وحكم تُحفز على الفوز والتحدي والروح الرياضية، وسارعت الكاميرات لتوثيق هذه الحلة الرائعة داخل الملعب وأعجب ضيوف الشرف الحاضرون وأولياء اللاعبين والمشجعون بما رأوا، وكان الجميع يتساءل عن هذا المبدع الفنان، الذي شرف الحي والفريق والمدينة كلها بهذا الإنجاز الجميل. انتهت المقابلة بفوز فريق الحي، وقبل صعود اللاعبين لاستلام الكأس من المنصة الشرفية، نادى المنشط على طفل خرج على كرسيه المتحرك من بين صفوف الجماهير يدعى «حالم» وسط دهشة اللاعبين والحضور، وناوله الميكروفون فقال بقلب فصيح ولسان طليق: يا فريقي المفضل، لم أكن أملك رجلين لألعب معكم حتى النصر، ولكنني أملك أنامل رسمتكم ورسمت كل هذه اللوحات التي تشاهدون، هدية لكم يا ذوو الهمم العالية، بكى الجميع مصفقين، وسارع اللاعبون حاملين الطفل «حالم» على أكتافهم منادين معا: أنت ذو الهمة أيها الحالم. ساروا به ليستلم الكأس قبلهم، لأنه ظلّ لأعوام يصنع معهم الفوز. وهو الجدير بالتكريم. Twitter: @ Ali_alkalbani3 أخبار متعلقة تتأبى البيوت على المخيلة ومن سوى الله نأوي تحت سدرته بيتوتي