اعلنت فرنسا الثلاثاء انها ستصوت الخميس الى جانب الطلب الفلسطيني للحصول على صفة مراقب لدولة فلسطين في الاممالمتحدة بعد تذبذب مواقفها خلال الاسابيع القليلة الماضية. وقبل يومين من تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على الطلب الفلسطيني قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امام الجمعية الوطنية "هذا التصويت سنقوم به بانسجام ووضوح. تعرفون ان الموقف الثابت لفرنسا منذ سنوات وسنوات هو بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. لهذا السبب فان فرنسا ستجيب ب(نعم) عندما ستطرح هذه المسألة الخميس او الجمعة القادمين". ووزعت الممثلية الفلسطينية التي تتمتع حاليا بصفة "كيان مراقب" في الاممالمتحدة نص مشروع القرار الذي يعطي فلسطين الوضع الذي يتيح لها خصوصا الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية. والموافقة على الطلب الفلسطيني مؤكدة بسبب دعم اكثرية اعضاء الجمعية العامة ال 193 له. ويبقى السؤال حول عدد الدول الاوروبية الكبرى التي ستوافق على هذا الطلب، مع العلم بان الولاياتالمتحدة تجهر برفضها له الى جانب اسرائيل بالطبع. وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند الثلاثاء "نحن بالتأكيد على خلاف مع اقدم حليف لنا حول هذا الموضوع". واضافت "نحن نعارض اتخاذ اي موقف في الجمعية العمومية سيزيد الوضع تعقيدا من وجهة نظرنا". ويبدو ان هذا الموضوع كان محور نقاشات معمقة على اعلى مستويات السلطة في فرنسا. ففي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي انتقد الرئيس فرنسوا هولاند المسعى الفلسطيني محذرا من "مخاطر" الرد الاميركي على خطوة من هذا النوع والخوف بالا يساعد الطلب الفلسطيني في فتح مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.وكانت هذه المفاوضات توقفت في ايلول/سبتمبر 2010. وكان فابيوس ابدى تأييدا للطلب الفلسطيني الاسبوع الماضي عندما ذكر بالموافقة الفرنسية الاخيرة في عهد نيكولا ساركوزي على دخول فلسطين الى منظمة اليونيسكو في تشرين الاول/اكتوبر 2011 والتزام هولاند خلال حملته الانتخابية بالسعي الى الحصول على اعتراف دولي لقيام دولة فلسطينية. وتطرقت الصحافة الفرنسية الى وجود خلافات بين الرئاسة ووزارة الخارجية حول هذا الملف. وبينما كان الاليزيه يميل الى الامتناع عن التصويت فان وزارة الخارجية دفعت باتجاه الموافقة عليه خصوصا تحت ذريعة ان الامتناع عن التصويت قد يضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام حركات المقاومة الفلسطينية. وبعد ان اعلن فابيوس الموقف الرسمي الفرنسي بالموافقة على الطلب الفلسطيني قال ردا على سؤال للنائب فرنسوا اسنسي من اليسار الراديكالي انه لا بد "من اظهار الكثير من الوضوح"، مضيفا ان الوقت الذي اختير لطلب هذا الوضع الجديد لفلسطين "دقيق جدا" مشيرا الى التهدئة في قطاع غزة "الهشة للغاية" والاستعداد للانتخابات الاسرائيلية المقبلة والتغيير المقبل في وزارة الخارجية الاميركية. واعتبر فابيوس "ان المفاوضات بين الطرفين هي وحدها الكفيلة بتجسيد ولادة الدولة الفلسطينية التي هي المطلب الذي ندعو اليه بلا شروط". ومن بين دول الاتحاد الاوروبي ال 27 اعلنت النمسا انها ستصوت الى جانب الطلب الفلسطيني معربة عن الاسف لغياب موقف اوروبي موحد. وقالت الخارجية النمسوية ان اكثر من نصف الدول ال 27 "ستصوت الى جانب الطلب الفلسطيني في حين ان دولة او دولتين ستعارضان هما المانيا وهولندا"، بحسب دبلوماسي فرنسي. اما بقية الدول فستمتنع عن التصويت. واعلنت بريطانيا واسبانيا انهما لم تقررا بعد طريقة التصويت على الطلب الفلسطيني.