أشارت فرنسا يوم الخميس إلى أنها ستدعم جهود الفلسطينيين لرفع مستوى تمثيلهم الدبلوماسي في الأممالمتحدة في إطار سعيهم لتعزيز الاعتراف الدولي بهم. وبعد شعورهم بخيبة الأمل لفشل محاولتهم في مجلس الأمن الدولي للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة العام الماضي وسط معارضة من الولاياتالمتحدة بدأ الفلسطينيون محاولة للحصول على الاعتراف بفلسطين "كدولة غير عضو" على غرار وضع الفاتيكان في المنظمة الدولية. وتبدو الموافقة على الطلب في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي لا تملك فيها واشنطن حق النقض (الفيتو) شبه مؤكدة. ولمح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى أن باريس ستؤيد مسعى الفلسطينيين دون أن يذكر بشكل محدد الطريقة التي ستصوت بها فرنسا. وقال فابيوس لأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي "أود أن أذكركم بالتعهد الانتخابي رقم 59 ... للرئيس فرانسوا اولوند والذي نص على أنه سيكون هناك اعتراف دولي بدولة فلسطينية." وقال مصدر حكومي فرنسي إن تعليق فابيوس يهدف للاشارة إلى أن فرنسا تميل نحو التصويت لصالح الطلب الفلسطيني. ومن شأن الاقتراح الذي من المقرر أن تصوت عليه الجمعية العامة هذا الشهر أن يمثل اعترافا ضمنيا بالدولة الفلسطينية ويمكن أيضا أن يتيح لها الانضمام إلى كيانات مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حيث يمكن للفلسطينيين تقديم شكاوى ضد إسرائيل. ومع ذلك يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحصول على موافقة صريحة من القوى الأوروبية لتعزيز موقفه حيث يدرك أن إقرار الطلب سيغضب اسرائيل والولاياتالمتحدة وربما يجعل المحادثات المستقبلية بشأن حل الدولتين أمرا أشد صعوبة. وتقول الولاياتالمتحدة إن الدولة الفلسطينية يجب أن تقام من خلال المفاوضات وتطالب عباس بالعودة لمحادثات السلام التي انهارت عام 2010 بسبب البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج امام البرلمان يوم الثلاثاء "بالرغم من عدم وجود أي فرصة للعودة الى المحادثات في الاشهر المقبلة ما زلنا ننصح الرئيس عباس بعدم محاولة الحصول على وضع دولة فلسطينية مراقب". واضاف "نعتقد أن هذا سيزيد صعوبة العودة الى المفاوضات ويمكن ان تترتب عليه عواقب وخيمة للغاية بالنسبة للسلطة الفلسطينية." وخلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرنسا في 31 اكتوبر تشرين الاول قال اولوند إنه يشعر بالأسف "لانجذاب السلطة الفلسطينية إلى فكرة الذهاب إلى الجمعية العامة للحصول على ما لم تستطع الحصول عليه من خلال المفاوضات." لكن فابيوس الذي اجتمع مع عباس في مطلع الأسبوع أثناء محاولات للتوصل إلى تهدئة بين اسرائيل وحماس في غزة أشار فيما يبدو إلى تغير في الموقف. ويأتي اقتراح عباس في وقت لا تظهر فيه أي علامة على استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل. وقال فابيوس "فرنسا صديقة لإسرائيل وللشعب الفلسطيني وتدافع عن السلام وهو ما يعني أمن إسرائيل وحق الفلسطينيين في الحصول على دولة ديمقراطية مسالمة قابلة للحياة." وابتعدت حكومة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عن أقرب حلفائها في العام الماضي بالتصويت لصالح إعطاء الفلسطينيين العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). كما وعدت بدعم عباس إذا اختار السعي للحصول على وضع دولة غير عضو.