@ghannia كانت لنا جدة (بلغت من الكبر عتيا) واحتفظت بنظارتها حتى سنوات متقدمة كنا نتحلق حولها وهي تتدهن بالفازلين كل ليلة فهذا المنتج الهلامي الشمعي العصي على الماء! كان الكل في الكل في زمانها فتبدأ من القدمين لتصل للوجه فهو واقي الشمس والمنعم والمفتح والمرطب ومانع التجاعيد ومعالج التشققات، وأتوقع لو علمت جدتنا بخزانة الكريمات لدينا والتي خصص كل واحد منها لجزء من الجسم لقالت «هذيلا بطرانين بالنعمة»!! والحقيقة أن شركات منتجات التجميل بالغت في التخصيص، فالوجه مثلا له أكثر من منتج فواحد لتحت العين وآخر لجهة الشفايف وآخر للرقبة ومنتج لرفع الخدود ومنتج للخطوط والهالات ومنتج مزود بالكولاجين وآخر بالبرافين، وغيره من الدعايات التي لا تنتهي، وهكذا بقية أجزاء الجسم، فلكل عضو عشرات الكريمات، والحقيقة أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، فكل المهووسين بالكريمات وبنتائحها المبهرة يلجأون إلى عمليات التجميل وهذا ما قالته إحدى المشهورات عندما أجابت عن سؤال سر نضارتها قالت لا يوجد سر! هذا فيلر وبوتكس وأزيد عليها أنه فلتر! بمعنى لا يضحك عليكم أحد ويوهمكم بسر نضارة مزيفة! أخبار متعلقة المذهب الشيعي.. إخوة لنا القصمان.. عطن وخذن!! منتدى المحتوى المحلي ... ماذا ينتظرنا ؟! اليوم نحن نعاني من جشع المصانع التي لا تتوقف عن ضخ المنتجات لتجعلنا نسير خلفها بلا وعي، وتستنزف أموالنا بأسعارها المبالغ فيها، وتأخذ وقتنا الذي يذهب بلا فائدة وفي كل مرة نلدغ ونعود لنفس المكان لنلدغ مرة أخرى ولا نتوب! إن السقف الذي نأمله في الجمال ارتفع لدرجة الهوس وتحولت أدوارنا إلى أعباء تتزايد كل يوم وتعطلت أدوارنا الحقيقية أمام هذا الجد والاجتهاد في الشكليات، بل أصبح الحديث عن التجميل هو الحديث المفضل والمحبب بل إن لزقات «الخشوم» أصبحت أمرا عاديا على وجوه النساء في الأسواق والتجمعات بعد أن كانت تلك العمليات حدثا مخجلا نوعا ما، ولم تكتفِ النساء بالرتوش والعمليات البسيطة بل أصبحت وجوه البعض مرعبة! لدرجة أن الكوابيس قد تلاحقك وأنت نائم متخيلا تلك الوجوه المرهمة الواثقة. الشيء المزعج عندما أرى البنات الصغيرات وهن مثقلات بهذه الأحلام، وبعضهن أثقلن أيديهن بأظافر طويلة، فلا طفولة أمام تلك المخالب، وقديما كانت أمهاتنا تشبه البنات الكسولات بمن «عليها نقش الحنا»! اليوم ذهب الحنا وجاء مانع العمل والمشاركة «الأظافر الطوال»، والتي افتتحت لها مراكز متخصصة، ولا نلوم الصغيرات اللاتي نشأن على أمل أن يصبحن كصاحبات المخالب! الذي تجاوز طول أظافرهن الحد المعقول لاستخدام اليد والانتفاع بها! وفي تصريح لطبيب تجميل كان يؤكد أن التجميل كلما اقترب من الحد الطبيعي كان ألطف وأجمل، وأن المبالغة تفقد الجمال حقيقته وتعود بأثر سلبي على الشكل لا يمكن تعويضه. وأخيرا وأنا أختم أسطري الأخيرة من هذا المقال سألني أحد أفراد عائلتي عن موضوعه فأخبرته فأجاب بأسلوب الغاضب «من الفسقة والله» بمعنى أن الاستزادة والطمع والاستكثار من النعمة أدت إلى هذا الانجراف والهوس. شكرا له على المداخلة!!