الإسبال هو إطالة اللباس أسفل من الكعبين والكعبان هما العظمان البارزان في أسفل الساق ويدخل الإسبال في كل الثياب لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جرّ منها شيئاً خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة ) أخرجه أبو داود والنسائي. وقد جاء النهي عنه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ما أسفل الكعبين من الإزار في النار ) رواه البخاري، وهذا الوعيد الأصل فيه التحريم لما فيه من التهديد بالنار إلا أنه جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) فقال أبو بكر: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنك لست ممن يفعله خيلاء ) .أخرجه البخاري وأخرج مسلم بعضه. إن ما يلاحظ من اتخاذ بعض الناس عمدا اللباس من الأزر والثياب والسراويل عند أنصاف السيقان وربما بالغ بعضهم فجعله تحت الركبة على اعتبار أنه من السنة غير صواب لعدم ثبوت صحة تلك الروايات التي تحث على ذلك فكل ذلك ليس له مستند صحيح من السنة فضلا عن أنه قد يستهجن عند الناس لأنه غير مألوف والأكمل في حال المسلم أن يراعي ما كان على هذا النحو لئلا يكون في لباسه شهرة أو ما يتندر الناس به عليه وهذا الحديث الصحيح فيه صارف عن القول بالتحريم قوي فما جاء في آخر هذا الحديث وهو قوله :( إنك لست ممن يفعله خيلاء ) ظاهر في أن من لم يفعل ذلك خيلاء لا يتناوله ذلك الوعيد وفي الحديث أيضا أنه عليه الصلاة والسلام لم ينكر ارتخاء إزار أبي بكر لأنه لم يكن يفعله خيلاء وظاهر أن تلك العلة عامة وليست خاصة بأبي بكر رضي الله عنه. فهذا صارف قوي يصرف عن القول بتحريم الإسبال مطلقا ويقصر التحريم على ما إذا كان يفعل خيلاء ولذلك لم ينه عنه عليه الصلاة والسلام على الإطلاق ؛ وقد وردت أحاديث كثيرة في أن أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه جمعتها في بحث مستقل وسبرت رواياتها وطرقها فوجدتها ضعيفة منفردة ومجتمعة لم يصح عندي منها شيء ولذلك فإن ما يلاحظ من اتخاذ بعض الناس عمدا اللباس من الأزر والثياب والسراويل عند أنصاف السيقان وربما بالغ بعضهم فجعله تحت الركبة على اعتبار أنه من السنة غير صواب لعدم ثبوت صحة تلك الروايات التي تحث على ذلك فكل ذلك ليس له مستند صحيح من السنة فضلا عن أنه قد يستهجن عند الناس لأنه غير مألوف والأكمل في حال المسلم أن يراعي ما كان على هذا النحو لئلا يكون في لباسه شهرة أو ما يتندر الناس به عليه . وقد روى الترمذي والنسائي وأحمد هذا الحديث عَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما بلفظ مختلف قَال : قَال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَه خُيَلَاء لَم يَنْظُر اللَّهُ إِلَيْه يَوْم الْقِيَامَة ) فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَة : فَكَيْف يَصْنَعْن النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ ؟ قَال :(يرْخِين شِبْرًا) فَقَالَت : إِذًا تَنْكَشِف أَقْدَامُهُنَّ ؟ قَال : (فَيُرْخِينَه ذِرَاعا لَا يَزدْن عَلَيْه) وصححه الألباني . وفي هذا الحديث تشريع الإسبال للنساء لما فيه من الستر لهن يؤكد بأن الإسبال ليس حراما في ذاته إنما يحرم حين يفعله الفاعل خيلاء وهو التكبر والعجب فمن جره خيلاء ولو كانت امرأة تناولها الوعيد ومن لا فلا رجلا كان أو امرأة. [email protected]