في أول اجتماع له مع زعيم صيني منذ فوزه بفترة رئاسية ثانية قال الرئيس الامريكي باراك أوباما امس الثلاثاء ان واشنطن ومنافسها الاقتصادي الرئيسي يجب أن يعملا سويا لوضع قواعد واضحة على طريق التجارة والاستثمار. وتأتي تصريحات أوباما في المرحلة الاخيرة من جولة مدتها ثلاثة أيام قام بها في جنوب شرق اسيا بعد حملة انتخابية أمريكية توجهت فيها أصابع الاتهام مرارا الى الصين بالقيام بممارسات تجارية جائرة. كما تبرز تصريحاته حجم العمل المطلوب في منطقة تموج بالفعل بالتوترات بسبب نزاعات على أراض بين دول منها الصين. وقال أوباما لرئيس الوزراء الصيني وين جياو باو قبل قمة يعقدها زعماء منطقة اسيا والمحيط الهادي في العاصمة الكمبودية فنومبينه «من المهم للغاية أن نعمل بوصفنا اثنين من أكبر الاقتصادات في العالم على وضع قواعد واضحة على الطريق من أجل التجارة والاستثمار». شهدت الفلبين واستراليا وأجزاء أخرى من المنطقة عودة السفن الحربية والطائرات الامريكية والعسكريين الامريكيين منذ بدأ أوباما تحويل مسار السياسة الخارجية والاقتصادية والامنية باتجاه اسيا أواخر العام الماضي. وشابت الانقسامات حول مزاعم الصين بالسيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي قمة زعماء جنوب شرق اسيا الاثنين كما عكرت اجتماعا عقدته رابطة دول جنوب شرق اسيا /اسيان/ في يوليو حين أخفق وزراء خارجية الرابطة في الاتفاق على بيان في أول واقعة من نوعها على الاطلاق. وقال أوباما «أنا ملتزم بالعمل مع الصين وأنا ملتزم بالعمل مع اسيا». وأضاف قبل أن يغلق الاجتماع أمام وسائل الاعلام أن الصين والولاياتالمتحدة تتحملان مسؤولية خاصة تتمثل في قيادة الطريق نحو نمو عالمي مستدام. وتحدث وين عن الاختلافات والخلافات بيننا لكنه قال انه يمكن حلها بالتجارة والاستثمار. وزيارة أوباما لكمبوديا هي الاولى التي يقوم بها رئيس أمريكي وهي تبرز توسع مصالح الولاياتالمتحدة عسكريا واقتصاديا في اسيا. وشهدت الفلبين واستراليا وأجزاء أخرى من المنطقة عودة السفن الحربية والطائرات الامريكية والعسكريين الامريكيين منذ بدأ أوباما تحويل مسار السياسة الخارجية والاقتصادية والامنية باتجاه اسيا أواخر العام الماضي. وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا لاوباما ان تصاعد المشاكل الامنية الاسيوية يبرز أهمية التحالف الامريكي الياباني في اشارة مقنعة للتوترات المرتبطة بمزاعم السيادة الصينية والنزاعات البحرية. وأضاف نودا «مع تزايد خطورة المناخ الامني في شرق اسيا تزداد أهمية التحالف الياباني الامريكي». وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي مما وضعها في مواجهة مباشرة مع فيتنام والفلبين في واحدة من أكثر المشاكل الامنية اثارة للشقاق والفرقة في اسيا. وتطالب بروناي وتايوان وماليزيا أيضا بالسيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي. وازدادت العلاقات بين الصين واليابان توترا بعد أن اشترت الحكومة اليابانية جزرا متنازعا عليها تعرف باسم سينكاكو في اليابان ودياويو في الصين من مالكها الياباني في سبتمبر الماضي مما أثار احتجاجات عنيفة ومطالبات بمقاطعة المنتجات اليابانية في الصين. وتقول الصين ان كلا النزاعين لهما أهمية خاصة لاقتصادها وتفضل معالجة الامر من خلال محادثات ثنائية. لكن من المتوقع أن تبرز هذه القضية في قمة شرق اسيا التي تضم أيضا زعماء من رابطة اسيان اضافة الى الهند وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا الاعضاء في اسيان. وتضم اسيان بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.