لا يمكن أن تستقيم المجتمعات وتتحرك الهمم وتبدع العقول بدون «القدوة» وهو من تقتدي بعلمه وعمله وأخلاقه النشء، القدوة هو المحفز والقائد والمعلم والعلم. الآن مع الأسف الشديد ومع ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ممن نسميهم «مشاهير» وما يبثونه على الهواء مباشرة من مقاطع تدغدغ مشاعر المراهقين وتثير إعجابهم وهي لا صدق ولا فائدة ولا معنى ولا معلومة ! فتعلقت قلوب النشء وتحورت من الجدية إلى السذاجة ومن استغلال الوقت إلى إضاعته ! كل ذلك على حساب تهميش النوابغ في العلم والاختراعات، فمن يعرف على سبيل المثال لا الحصر الدكتورة لمى المحروس المتخصصة في الغدد الصماء من أيرلندا وكاتبة بحوث في تخصصها تحتفظ بها الجامعات الأيرلندية؟ بينما الجميع يعرف «حطاب» و«عيون المها» اللذين تتهافت عليهما شركات المكياج والأثاث ! أخبار متعلقة هل تستطيع أن تكون حرا.. طليقا.. مستقلا؟ الحج شعيرة دينية ونفسية التوطين بين قرارات وزارية وتنفيذ المشكلة الكبرى صورنا «الحشاش» في سلسلة طويلة من الطرائف والنكت المتداولة على «الواتساب» على أنه خفيف الظل العفوي الذي يعيش في حياة سعيدة وجميلة. حتى سهلنا على المراهقين مخاطر هذا المخدر الخطير وغلف بغلاف جميل من قبل المروجين بتمرير هذه النكت إلى أكبر شريحة من الشباب. وبرغم تحذيرات إدارات مكافحة المخدرات من تداول مثل هذه الرسائل بعد أن تبين من خلال التحقيقات أن توالي القصص والطرائف وتلميع عالم «الحشاشين» هو أحد أسباب الإدمان. صورنا لفتياتنا أن الهروب والانسلاخ من العائلة هو الطريق إلى الحرية والثراء والمتعة وأن شراء القصور في «لوس أنجلوس» ليس صعبا ! وكانت تلك القدوة والطعم الذي يصطاد به المتربصون! أخيرا يأتي دور الإعلام والجامعة والجامع لإبراز القدوة، وتدخل وزارة التجارة والغرف التجارية في إيقاف رافد الإعلان عنهم واقتصار الإعلانات على القنوات الإعلامية المعروفة والمصرح لها، بهذا سيتوقف الهرج والمرج الذي أحرجنا أيضا في العالم العربي. تحويلة: جائزة سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف للسائق المثالي فكرة رائعة ستحقق مبدأ الثواب والعقاب فكما أن هناك مخالفة أيضا هناك جائزة وهي تحفز إلى الالتزام بسلامة الإنسان أولا والمحافظة على الممتلكات. فتحية لجميع العاملين عليها. @sajdi_9