عمل فريد من نوعه عندما قام عدد من طلبة الفكرية بمدرسة العباس بن عبدالمطلب الابتدائية بالخبر بتقديم الإذاعة المدرسية أمام طابور الطلاب، حيث تأتي هذه ضمن خطوات دمج الطلاب من ذوي الاعاقة مع أقرانهم الأسوياء وذلك لكسر حواجز الوحدة والشعور بالدونية انطلاقاً من توجيهات وزارة التربية والتعليم بالشروع في الدمج المقنن لطلاب التربية الفكرية من أقرانهم الأسوياء، وقد أشار مشرف النشاط في المدرسة المعلم حسن على عبود إلى أن مثل هذه البرامج التربوية تعود بالنفع الكبير والفائدة العظمى على طلاب التربية الفكرية لاسيما وأن الوزارة قد اتجهت مؤخراً إلى إقامة فصول الدمج بين طلاب التربية الفكرية وأقرانهم الأسوياء سعياً منها لإيجاد قنوات تواصل بينهم تهدف إلى دمجهم في المجتمع مما يؤثر إيجاباً على مستواهم العقلي. وأوضح عبود أن هذه الفئة الغالية على قلوبنا من الطلاب تحتاج منا الدعم المعنوي قبل المادي بل أن الكثير منهم لا يحتاج إلا لإثبات الذات وجعله يحس بقيمته ومن هنا تكون انطلاقته نحو التحسن والاندماج إلى أن تقل وتتلاشى مشكلته فيصبح فرداً فاعلاً في مجتمعه مستقلاً يعتمد على نفسه. وبين أنه على كل مشرف نشاط أن يلتفت لهذه الشريحة من طلاب المدرسة وأن يخصص لها جزءاً من نشاطه المدرسي حتى يشعرهم بالتعاون وعدم وجود أي حواجز بينهم وبين بقية زملائهم طلاب المدرسة مشيراً إلى أن وقوف الطلاب أمام زملائهم في الطابور وأمام آبائهم المعلمين قوبل بالترحيب والتصفيق تشجيعاً لهم الأمر الذي رسم البسمة على شفاههم. وذكر عبود أنه بعد الانتهاء من الإذاعة المدرسية ارتسمت ملامح الرضى على كافة المعلمين كما انعكس ذلك إيجاباً على نفسيات الطلاب الأمر الذي تسعى إدارة المدرسة مشكورة إلى غرسه في هذه الفئة الغالية على قلوبنا. وفي هذا الإطار يقول أحمد الشمري – أخصائي اجتماعي – في الواقع ان دمج شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة مع بقية زملائهم الأسوياء يعد بادرة مشرقة تبنتها الوزارة في سنوات ماضية وفيما أعلم أنها كانت تعتمد على إلحاق الطالب من ذوي التربية الفكرية في فصل دراسي لطلاب أسوياء بحيث يأخذ معهم عدداً من المواد ثم يعود ليتابع علاجه أو تعليمه الخاص في الفصل المهيأ لذلك ثم في أوقات الفسحة يختلطون مع بعضهم البعض. وأشار الشمري الى أن وقوف طالب التربية الفكرية أمام زملائه الأسوياء بل أمام معلميه أمر في غاية الجمال حيث يشعر هذا الطفل بأنه محل ثقة المعلمين والطلاب لهذا وقف أمامهم الأمر الذي يقوده إلى الشعور بالذات والاستقلالية وهي الخطوات الأولى لتحسن قدراته. وبيّن الشمري أن جهود مدرسة العباس بن عبدالمطلب مشكورة ولا شك أن هذه البادرة تحسب للمدرسة ومنسوبيها وخصوصاً مشرف النشاط الذي ربما أنه تعامل مع هذه الفئة بصبر وتحمل وحكمة إلى أن تعلموا كيف يقفون أمام زملائهم في الطابور وكيف يبدأون الإذاعة المدرسية وطريقة إلقائهم وترتيب فقراتهم بل وتدريبهم عليها إلى أن أتقنوها.