قال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات «جيبكا» الدكتور عبدالوهاب السعدون إن تقرير وكالة الطاقة الدولية التي تضم في عضويتها الدول الصناعية المستهلكة للنفط يتوقع تنامي إنتاج الولاياتالمتحدةالأمريكية من النفط غير التقليدي المستخرج من تكسير صخور السجيل ما سيرفع من إنتاجها من الغاز والنفط غير التقليدي بمعدلات عالية ستحقق لها الاكتفاء الذاتي، بل ومن المرجح أن تتحول الولاياتالمتحدة إلى دولة مصدرة للنفط الخام بحلول عام 2030م، مبينا أن هذه التطورات هي انعكاس لتطوير تقنيات تكسير الصخور بضخ مياه تحت ضغط عال جدا، وهذه الموارد النفطية التي كانت معروفة لكن يعتقد لوقت طويل بأن استخراجها بالغ الصعوبة وعالي التكاليف.وأضاف السعدون «الأمر الثاني الذي سيجعل هذا السيناريو محتملا هو إجراءات خفض استهلاك الوقود من خلال تحسين كفاءة احتراق المحركات وتحسين كفاءة الاستهلاك، لكن فيما يخص أثر هذا التطور على المملكة يشير نفس التقرير إلى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنسبة 14بالمائة بحلول عام 2035م ليصل إلى 99.7 مليون برميل يوميا بزيادة 700 ألف برميل عن توقعاتها السابقة، وذلك لارتفاع الاستهلاك في الصين والهند والشرق الأوسط ما يعني بالتالي أن الطلب على النفط سيستمر تجاوز السعودية في النفط عام 2017م بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية لا يعني شيئاً إلا مع اقترانه بالطلب في النمو وأن دور المملكة كأكبر منتج ومصدر للنفط سيستمر في المستقبل المنظور خصوصا إذا ما نجحت السياسات المحلية في ترشيد استهلاك النفط والغاز في المملكة في السنوات المقبلة، وهو بتقديري التحدي الأكبر الذي يستدعي وضع السياسات والبرامج الكفيلة بتحقيقه. من جهته، قال عضو الاقتصاد السعودي أحمد الرشيد إن الولاياتالمتحدة تعتبر أكبر مستهلك للطاقة لذلك نجد توجه أنظار المنتجين تتجه صوب الغرب ومع «ثورة الزيت الصخري» في أمريكا تزايد القلق من أن يؤثر ذلك على المنتجين وأسواق النفط حالياً.وأضاف الرشيد أن الصناعة تواجه تحديات قد تحد من تطورها سريعاً وأهمها المشاكل البيئية التي قد تخلفها التقنية التي تستخدم في استخراج «الزيت الصخري» وأهمها تلوث المياه الجوفية وكذلك استخدام المياه في الاستخراج، وتصل نسبة نحو 65 بالمائة من «الزيت الصخري» متواجد في أمريكا بحسب وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية، فالولاياتالمتحدة تتمتع بتواجد منظمات وتنظيمات تحد من التلوث مما سيشكل عقبة. وأكد أن تجاوز السعودية في النفط عام 2017م بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية لا يعني شيئاً إلا مع اقترانه بالطلب، وقد توقعت «أوبك» أن يصل الطلب العالمي إلى 92.9 مليون برميل يوميا بحلول عام 2016م. بينما الاستهلاك العالمي في الوقت الحالي يصل إلى 87.8 مليون برميل يومياً.وتابع الرشيد «هناك نمو في الاستهلاك بنحو 5.1 مليون برميل يومياً خلال ثلاثة الأعوام القادمة، وكذلك توقعت «اوبك» أن ترتفع الإمدادات من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك إلى 56.6 مليون برميل يوميا بحلول 2016م بزيادة قدرها 4.2 مليون برميل يوميا مع احتساب انتاج الولاياتالمتحدة من انتاج «الزيت الصخري» مما يعني التوقع بأن «الزيت الصخري» لا يشكل ضغطاً على أسعار النفط خلال المدى المتوسط على الأقل وهذا ما أكده الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري بأن النفط الصخري لا يشكل خطرا على أوبك لأن ارتفاع الطلب سيستوعب بسهولة الزيادة في الإنتاج، والأمر الآخر المهم هو أن تكلفة استخراج الزيت الصخري بحسب التوقعات تكلف ما بين 40-80 دولارا». وأشار الى أن أسعار النفط لن تنخفض عن تلك المستويات نظراً لارتفاع تكلفة استخراج الطاقة غير التقليدية مقابل الطاقة التقليدية، وعلى الدول المصدرة أن تتجه نحو تقليص السعر المطلوب في البرميل لكي لا تحقق عجزاً في موازنتها خصوصاً وأنها تطلب حاليا ما بين 85-95 دولارا في البرميل.واستطرد «لا تزال الولاياتالمتحدة تمتلك التقنية المستخدمة وتستخرج «الزيت الصخري» بتكلفة أقل من دول أخرى. لكن في حال انتشارها وخصوصاً في الصين التي هي الأخرى تمتلك مخزونا من «الزيت الصخري» تريد استخراجه، وكذلك دول أخرى تسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي من الطاقة، قد يؤثر بشكل جوهري على الطلب، ولتلافي أية مشكلات تتعلق بظهور مصادر غير تقليدية للطاقة, يجب الاتجاه نحو الاستفادة من النفط لتحويله من مادة أولية إلى مواد وسيطة انتهاءً بسلع نهاية، وبدل من تصدير النفط كخام يصدر على شكل منتجات نهاية».