في قراءة متأنية لما بين سطور البيان الاتحادي الذي صدر يوم أمس الأول عن المركز الإعلامي في النادي نجد أن الإدارة بعثت بعدة رسائل مبطنة لجماهير ناديها عن الوضع الذي سوف تكون عليه المرحلة المستقبلية للنادي العميد، حيث إن ما تضمنه البيان من معلوماتٍ رقمية مخيفة عن الوضع المالي للنادي من جهة الديون يعطي دلالة واضحة بأن فترة الانتقالات الشتوية المقبلة لن تحمل معها أي أسماء جديدة لقائمة الفريق والذي يلعب منافسات الموسم الحالي بلاعبين أجنبيين فقط بعد إصابة اللاعب المغربي فوزي عبدالغني وامتناع اللاعب البرازيلي دييقو دي سوزا عن المشاركة مما يعني بأن النادي سيبقي فقط على اللاعبين الكاميروني موديست امبامي والفلسطيني انس الشربيني وهو الوضع الذي قد يستمر إلى العام المقبل بعد أن أعلنت الإدارة الاتحادية بوضوح أنها تحتاج لعامين كاملين للموازنة بين مصروفات النادي وتسديد الديون المتراكمة عليه والتي أوضحت أنها تخطت حاجز الخمسين مليون ريال، كما أن الإدارة صرَّحت بكل وضوح بأن زمن الدعم المالي الغزير من الشخصيات الاتحادية الداعمة قد انتهى من غير رجعة عندما تضمّن البيان في إحدى فقراته كلمة بأن زمن دفع عضو شرف مبلغ 45 مليون ريال سنويًا لم يعُد محتملًا، حيث إن الاتحاد ظل لسنواتٍ معتمدًا بشكل أساسي على ما كان يقدّمه العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ ورجل الأعمال المتوفى خالد بن محفوظ ورئيسه السابق منصور البلوي وإن كان آل الشيخ هو أكثر هذا الثلاثي تأثيرًا في النادي ومعظم المشاكل التي يعاني منها النادي حاليًا هي بسبب الفجوة المالية الهائلة التي تسبب فيها توقفه عن دعم النادي. خطة إستراتيجية بعيدة المدى لبناء فريق قادر على البطولاتكما كشفت إدارة المهندس محمد فايز عن وجه جديد في التعامل مع الجيل الحالي من اللاعبين الذين تجاوز معظمهم حاجز الثلاثين عامًا عندما أكد أن إستراتيجيتها المقبلة سوف تعتمد على اللاعبين الشباب من المواهب التي توفرها الفئات السنية في النادي وهو البند الذي يشير إلى أن النادي لن يُبرم تعاقدات جديدة محلية وسيكتفي على المواهب الموجودة في فرق الفئات السنية، فيما تؤكّد الأنباء الواردة من داخل البيت الاتحادي أن المباريات المقبلة سوف تشهد تصعيد عددٍ من لاعبي الفريق الأولمبي إلى الفريق الأول أمثال نجم منتخب المملكة للشباب عبدالفتاح عسيري وهداف كأس الخليج الأخيرة عبد الرحمن الغامدي. مختصر القول: تظل مشكلة نادي الاتحاد مثل باقي الأندية السعودية تتركّز في الجانب المالي وإن كانت في الاتحاد أكثر وضوحًا من بعض الأندية لما يمتلكه من شعبية جارفة وجماهير لا تقبل بأقل من تحقيق الانتصارات لذلك ركّزت الإدارة على ضرب الأمثلة من الإدارات السابقة التي تمت المطالبة بإقالتها بعد كل خسارة يتعرّض لها الفريق مما أفقد النادي استقراره المطلوب لتنفيذ الخُطط الاستراتيجية بعيدة المدى والتي يحتاجها الاتحاد بشدة في المرحلة الحالية لإعادة بناء فريقه الكروي، كما أنها في البيان اشعرت جماهيرها بأن تحقيق البطولات في ظل هذه الظروف سوف يكون أمرًا صعبًا.