قال شهود ان عدة انفجارات هزت في وقت مبكر صباح الاربعاء منطقة جبلية في دمشق تسكنها الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد. وقع الهجوم بعد يوم من هجمات انتقامية سقط فيها قتلى في أحياء معزولة بالعاصمة السورية مما يزيد الانقسام الطائفي بين الأقلية العلوية التي تحكم سوريا منذ ستينات القرن الماضي والسنة الذين يقودون الانتفاضة ضد الأسد التي تفجرت قبل 19 شهرا. وشوهد الدخان وهو يتصاعد من المنطقة العلوية التي تعرف باسم المزة 86 والتي تقع بالقرب من قصر الرئاسة وهو ناجم فيما عن قذائف مورتر من عيار ثقيل. وقالت ربة منزل طلبت عدم ذكر اسمها (تتوجه سيارات الاسعاف الى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الآلية بجنون في الهواء.) وكان نشطاء من المعارضة قالوا ان سيارة ملغومة انفجرت ليل الثلاثاء قرب مسجد في حي القدم وهو حي سني تقطنه الطبقة العاملة في جنوب العاصمة مما أسفر عن مقتل واصابة العشرات. وكان حي القدم الذي يعمل منه مقاتلو المعارضة هدفا لوابل من نيران المدفعية الثقيلة التابعة للجيش السوري في الاسابيع الماضية. وضربت طائرات حربية سورية أيضا هذه المنطقة. وقالت وسائل اعلام رسمية في وقت سابق ان تفجيرا وقع في حي الورود العلوي شمال غرب المدينة مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الاقل. وتصاعدت وتيرة الهجمات بالقنابل ذات الصبغة الطائفية مؤخرا في الانتفاضة المناوئة للاسد. وقال نشطاء ان عددا من القنابل انفجر الشهر الماضي اثناء عطلة عيد الاضحى قرب مساجد في مناطق سنية وضواحي دمشق مما أسفر عن مقتل واصابة العشرات. كما أعلنت «كتيبة أسود الإسلام» التابعة للواء أحرار حوران في الجيش السوري الحر أنها قامت صباح امس الأربعاء باستهداف مبنى القصر الجمهوري ومبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري في دمشق بقذائف هاون. وأوضحت الكتيبة في بيان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه «تمت إصابة كل من مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومطار المزة العسكري إصابات مباشرة أدت إلى اشتعال الحرائق في المبنيين»، لكنها أشارت إلى أنه «لم تتم إصابة قصر البطة إصابة مباشرة بسبب خطأ في الإحداثيات». وأوضح البيان أن هذه العملية «تأتي رداً على المجازر والقصف اليومي الذي تتعرض له مدننا الحبيبة»، متوعداً «هذا النظام بعمليات أخرى تزلزل كيانه وفي عقر داره». المجلس الوطني يتطلع لدور اكبر من اوباما وأعرب المجلس الوطني السوري الذي يعد الكيان المعارض الرئيسي لنظام الرئيس بشار الاسد امس الاربعاء عن الامل في ان تشكل سوريا اولية لباراك اوباما في الولاية الرئاسية الجديدة التي فاز بها، وذلك بعد «التقصير» في السعي لحل النزاع. وقال مدير مكتب العلاقات الدولية في المجلس رضوان زيادة لوكالة فرانس برس «نبارك لاوباما ونتمنى ان يضع سوريا ضمن اولويات السياسة الخارجية الامريكية من اجل انهاء الازمة السورية وضمان تحقيق مطالب الشعب السوري في اختيار حكومته ورئيسه كما مارس الشعب الامريكي حريته الكاملة في الانتخابات». وتأزمت مؤخرا العلاقات بين المجلس الوطني الذي اعتبر ممثلا شرعيا وليس وحيدا للسوريين، وواشنطن الى رأت ان المجلس لم يعد بالامكان ان يمثل كل المعارضة. وطالبت وزيرة الخارجية الامريكية بمعارضة اوسع تمثيلا وتشمل سوريين من الداخل. وتدعم واشنطن مبادرة لتوحيد المعارضة يقودها المعارض رياض سيف من اجل تشكيل قيادة سياسية جديدة للمعارضة تتجاوز اطار المجلس الوطني مع تشكيل حكومة منفى. الا ان المجلس رد على ذلك باقتراح اقامة حكومة في «الاراضي المحررة». وقال زيادة «نتمنى على الادارة القادمة سواء بقيت كلينتون في منصبها او لم تبق، مساعدة المعارضة على اقامة حكومة داخل الاراضي السورية». من جهته، اعرب رئيس المجلس عبد الباسط سيدا في وقت لاحق عن الامل في ان «تكون اعادة الانتخاب مقدمة لتعامل جدي ومسؤول مع الملف السوري الذي بدا يقترب من مرحلة الخطر، وباعتبار ان ذلك سيؤتر على الامن والاستقرار الاقليمي». وقال على هامش اجتماعات المعارضة مع سوريا «نامل الان ان تتعامل الولاياتالمتحدة مع الملف السوري من موقع الدولة العظمى، اي بمسؤولية اكثر من اجل ايقاف القتل والتدمير في سوريا». واضاف «كان هناك تقصير من قبل امريكا والمجتمع الدولي ولابد من الانتقال الآن من مرحلة ادارة الازمة الى مرحلة المعالجة الجذرية للازمة ومراعاة تطلعات الشعب السوري». كما قالت مصادر من المعارضة السورية ان مقاتلين من المعارضة قتلوا عشرة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين / القيادة العامة وهو فصيل موال للاسد امس الاربعاء في اشتباكات قرب مخيم للفلسطينيين في دمشق. وأضافت إن اشتباكا وقع بين الجانبين وتصاعد في الايام القليلة الماضية في شارع 30 وفي الحجر الاسود قرب مخيم اليرموك الذي يضم 150 ألف فلسطيني وعددا مماثلا من السوريين. وتابعت المصادر إن الجيش السوري قصف مواقع مقاتلي المعارضة في المنطقة بنيران المدفعية والطائرات.