هيمن الشعر العمودي (كمبنى محدّد ببحر واحدٍ وقافيةٍ واحدة) ردحًا من الزمن على مرّ تاريخ الشعر العربي بدءًا من العصر الجاهلي حتى اليوم.. دخلت التغييرات في عصور متأخرة عندما فتحت الموشحات الأندلسية وغيرها المجال للثورة على المبنى التقليدي للقصيدة.. ثم أتى العصر الحديث بشعر التفعيلة كأحد الحلول التي أعطت مرونة أكبر لنسج الشعر والتحكّم في الصور وتكثيف المعنى وتبديل القافية والإتيان بأكثر من نسق موسيقي في القصيدة الواحدة لتتحوّل القصيدة.. من وردة إلى شجر ورد.. ومن شجرة ورد إلى بستان وهكذا. الثورات في الشعر العربي الحديث معروفة، شعر التفعيلة أحد هذه الانقلابات الجميلة.. ولسهولته وبراعته ونعومة مبناه فقد انتشر واشتهر. الثورات في الشعر العربي الحديث معروفة، شعر التفعيلة أحد هذه الانقلابات الجميلة.. ولسهولته وبراعته ونعومة مبناه فقد انتشر واشتهر.. في الأيام الأخيرة يلاحظ ردّة عن هذا المنهج ربما لزهد البعض فيه أو لطغيان الكلاسيكية وعودة الشعراء الشباب للشعر العمودي بقوة.. خاصة في الشعر الشعبي على الخصوص.. هم بدل أن يحتكوا بمن يشرح لهم مفاهيم شعر التفعيلة التي لو استوعبوها وهم يملكون الموهبة لما صعب عليهم نسجه.. لكنهم أوغلوا للأسف في النمط السائد.. هنا أجدني أؤكد تحذيرًا مهمًا بأن موت هذا النوع من الشعر هو موت تجربة مزهرة من تجارب الشعر الحديثة والجميلة. ضاوي العصيمي.. هموم البناء وهموم الجمهور كنت استمعت/ قرأت أكثر من مرة قصيدة ضاوي العصيمي المشهورة عندما كان منشغلًا ببناء بيته العامر الآن بوجوده.. وأتذكر انه كان قد أسرّ لي أنها من أكثر القصائد طلبًا منه عندما يُستضاف كشاعر أو حتى يحضر المناسبات الاجتماعية.. القصيدة عليها مسحة فكاهة وتصوّر معاركه في كل الاتجاهات وعلى كل الجبهات في سبيل إتمام مراحل البناء.. ملحمة شخصية عن هموم المواصفات والمصاريف والدين وتكون الحلم.. بالطبع ليس غريبًا ألا يمل جمهور ضاوي تكرار طلب سماع القصيدة لأن منهم مَن يعيش التجربة ككابوس يومي.. كما أن منهم مَن يستعد لدخولها وهناك آخرون للتو قد خرجوا من غمارها.. الشاعر لم يعمل أكثر من صياغة مشكلة واقعية عايشها في قالب من الشعر.. فجاءت صادقة معبّرة وعفوية.. لذلك وصلت للقلوب والعقول.. لا نريد أن نعيد ونكرر لأحبابنا الشعراء إن خاطبوا الناس فيما يلامس همومهم اليومية لتحاكوا مشاعرهم الحقيقية وتهدوهم واقعًا جميلًا يسعدوا به.. ويرسم البسمة على شفاههم. رسالة.. الشاعر هادي بن عسكر.. أتحف متابعيه على التويتر بتغريدات تحمل أبيات شعر راقية ودامية عن مأساة عين دار دليل نخوة وعاطفة غير مستغربة من إنسان وشاعر.. كل التعازي لكل مَن فاضت أرواحهم في يوم تحوّل فيه الفرح لحزن، نسأل الله أن يُعيد الفرحة والبسمة التي سُلبت إلى ذويهم ومحبيهم.. (إنا لله وإنا إليه راجعون). شعر.. النفس دايم ما تحب الذل وسفوح الوطا تبني طموحات.. لها فعل ينادي نرجسه دايم إلى التغيير تجري.. ما يلائمها البطا ترمي لها ثوبًا قديمًا.. وثوبًا آخر تلبسه