العمل النبيل الذي أقدم على فعله الشاب علي بوحسن « 34 عاماً» المتزوج والذي لديه طفل يبلغ من العمر أربع سنوات, تجاه والده عندما قام بالتبرع له بإحدى كليتيه في سبيل إنهاء معاناته مع الفشل الكلوي, قلَّ نظيره في هذا الزمن، حيث ضرب هذا الشاب أروع الأمثله في التضحية عندما أقدم على هذه الخطوة طلباً في ذلك غفران الله سبحانه وتعالى و مرضاة والديه، الشاب علي عندما التقينا معه للحديث عن تفاصيل قصته خشيا أن يقال عنه بأنه جامل والده، ولكن في الواقع هو غير ذلك ،حيث كان هدفه هو إيصال رسالة إلى الشباب يبيّن فيها بأن الإقدام على التبرع لن يؤثر على صحة المتبرع، حيث يقول:» لقد كنت أرى معاناة والدي المصاب بالفشل الكلوي منذ ما يقارب العام ، لذا قرّرت التبرع من دون تفكير بغض النظر عن التّبعات الصحية أو النفسية التي سوف تلحق بي بعد إجراء العملية الجراحية، لأن هدفي هو تخليص والدي من معاناته مع هذا المرض، مبيِّناً بأن والده كان يعيش نصف حياته بسبب هذا المرض. ويضيف البوحسن:» ما قمت به لا أعتبره من أنبل الأفعال في نظري وانما هو ابسط حق أُقدِّمه لوالدي، فالأب لديه الاستعداد للتضحية بكل ما يملك ولكن هل الأبناء لديهم هذا القدر؟. ربما يكون غير ذلك في هذا الزمان، لذا وجدتها فرصة سانحة لي للقيام بهذا الفعل الذي سوف أثاب عليه من قبل الله سبحانه وتعالى. وبيّن علي بأن علاقته بوالده الذي يبلغ من العمر 51 عاماً علاقة قوية جدا فالفارق العمري الذي يفصلهما لا يتجاوز 18 عاما ، حيث يقول:» العلاقة التي تربطني بوالدي وطيدة وهذه العلاقة لم تحفزني على الإقدام بهذا الفعل، بل كان همي الوحيد هو إنقاذ حياة و الدي لكي أخلِّصه من معاناته مع هذا المرض بالإضافة إلى الأمراض المزمنة الأخرى التي أنهكت جسده. وأشار البوحسن في حديثه, بأن هناك العديد من الشباب لديهم الرغبة في التبرع ولكن الخوف هو الذي يمنعهم من الإقدام على هذه الخطوة ،حيث يقول:» لقد شعرت بهذا الشيء في بداية الأمر ولكن بعد النصائح الطبية والمفيدة التي قدمها الطبيب لي، بالإضافة إلى القيام بالبحث عن كل ما يتعلق بالتبرع بالكلى عبر المواقع الالكترونية، والتي أثبتت صحة كلام الطبيب أقدمت على إجراء العملية، كذلك تبيّن لي بأن الشخص الذي يتبرع لأحد أقاربه فإن نسبة نجاح العملية عالية جدا,ً عكس الشخص الذي يكون من خارج أسرته. وعن نمط الحياة التي يعيشها علي, أوضح بأنه حالياً يعيش حياة طبيعة جداً من دون أي مشاكل صحية، حتى نظام الأكل الذي يتناوله لم يتغير، ولكن أصبح يتناول بشكل معتدل ومقنع ،كذلك الابتعاد عن الأجواء الملوثة مثل الغبار والأدخنه.