لم يجد الأهلي السعودي صعوبة في الفوز على غريمه التقليدي الاتحاد في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، ليتأهل للمرة الثانية في تاريخه إلى نهائي البطولة لملاقاة أولسان هيونداي الكوري الجنوبي. يحلو لجماهير الأهلي ان يطلقوا عليه أسماء عديدة، لكنهم يفضلون «الملكي» أو «الراقي» أو «سفير الوطن» وهم يلقبون أنفسهم ب «المجانين» لعشقهم اللامحدود فريقهم وهم أصلا كانوا اللاعب رقم واحد في المباراة المشهودة التي منحتهم الفوز (2- صفر) على الغريم التقليدي، وبالتالي التأهل الى نهائي القارة. أصحاب الطموحات الضيقة يعتقدون ان أهم مكاسب الفريق كان التأهل الى نهائي البطولة الآسيوية وهم هنا يقعون في خطأ استراتيجي لأن المكاسب بدأت في الظهور منذ فترة ليست قصيرة وهي متعددة، فعلى سبيل المثال الفريق استعاد نغمة الفوز بالالقاب في ظل ادارة مثالية يقودها الأمير فهد بن خالد، ويكفي ان «الراقي» حقق تحت قيادته مرتين متتاليتين كأس خادم الحرمين الشريفين على حساب الاتحاد والنصر وفاز بلقب كأس الأمير فيصل بن فهد، وخسر لقب الدوري بفارق نقطة واحدة بعد صراع دراماتيكي مع الشباب وهي مؤشرات أكثر من واضحة. انه في الطريق لاستعادة مكانه الطبيعي في احراز لقب الدوري الذي عز عليه طويلا. طبعا نجاح ادارة الأمير فهد بن خالد ليس سوى وليد توجيهات الأمير خالد بن عبد الله رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي وما نتج عن توجيهاته ودعمه الإدارة كان واضحا فهو الساهر على دفع النادي قدما الى الأمام ويصر على العمل الجماعي، لأن النجاح لا يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع ويكفي ان كل ما يتعلق بالنادي يدين بالفضل الى العمل الجماعي والأسري الذي يعيشه هذا الصرح ومن أعلى الهرم الى آخر مشجع يغادر أرضية الملعب بعد التدريب. المكاسب الفنية لا تعد ولا تحصى تحت قيادة هذه الادارة، فعلى سبيل المثال لا الحصر ظهور مصطفى بصاص (17 عاما) الذي كتب شهادة ميلاده الكروية، وقدم أوراق اعتماده لدى الجماهير الاهلاوية، حيث ظهر اللاعب بمستوى مميز في مباراتي الذهاب والاياب أمام الاتحاد. أكثر من لاعب أهلاوي ظهر بمستوى مميز أمثال عقيل بلغيث ووليد باخشوين ومعتز الموسى والظهير الأيسر كامل الموسى وحتى منصور الحربي الذي خرج عن النص خلال المشادة العنيفة بينه وبين ابراهيم هزازي، إضافة الى المدافع الكولومبي خايرو بالومينو، وقد قام الجهاز الفني بقيادة الفذ ياروليم بتحويل مركزه الى قلب الدفاع فنجح نجاحا كبيرا في مركزه الجديد فكأنه كالقبطان في قيادة دفة الفريق في الدفاع. ما يميز الأهلي انه يعمل لحاضره ومستقبله ومعدل أعمار لاعبيه منخفض ، وحين يغيب عنه نجوم مهما علا شأنهم لا يتأثر، فلاعب مثل عبد الرحيم الجيزاوي لو تواجد في فريق آخر لبقي في التشكيلة الاساسية ولم يخرج منها، لكن في الأهلي لا يجد لنفسه مكانا أساسيا دائما لأن عند «الراقي» ميزاناً بين الأساسي والاحتياطي. العمل للمستقبل يتطلب ايجاد الأرضية الصلبة والأهلي يدرك انه سيصل في مرحلة ما لإجراء إحلال وتبديل في تشكيلته، لذا درست الادارة الخطوة باتزان كي لا يتأثر الفريق، لذا هناك صف ثان جاهز مثل الجيزاوي ( مواليد 1989) وياسر الفهمي (1991) ويحيى حكمي (1990) ومحمد مجرشي (1990) في الوقت الذي لا تزال أعمدة التشكيلة في مقتبل العمر الكروي مثل معتز الموسى (1987) ومنصور الحربي (1987) وجفين البيشي (1987). أعجبني ياروليم انه كان مدربا صاحب مبدأ مع الحارس عبد الله المعيوف، اذ منحه الفرصة للعب كل مباريات دوري أبطال آسيا، واعتمد على الحارس الأساس ياسر المسيليم في المنافسات المحلية، وهذا إن دل فانما يدل على ان الأهلي يملك ادارة فنية واعية وحارسين تنافسهما شريف وللمصلحة العامة وليس الشخصية. الأهلي يسير في الطريق الصحيح فهو النادي الأقل تخبطا لا مشاكل ادارية ولا مشاكل مادية ولا غيابات عن التدريب وهروب نجوم تحت جنح الظلام , هؤلاء خططوا منذ سنوات فتخلوا عن الأحمال الزائدة واللاعبون أصحاب الرؤوس الحامية حتى وصلوا الى منظومة متكاملة بدأت تجني ثمارها فأثبتوا انهم كانوا الصح والمعترضون هم على خطأ. على العموم نجوم الفريق الحالي على موعد مع كتابة التاريخ من جديد يوم 10 الشهر الجاري يوم يواجهون اولسان الكوري على أرضه وبين جماهيره فلو تمكنوا من إعادة اللقب الآسيوي الى المملكة فسترفع جماهيرهم مكانتهم. كما فعلت مع أمين دابو وعبد الرزاق أبو داوود وأحمد عيد ومحمد الشلية وأحمد الصغير ومحمد عبد الجواد. فيكتور سيموس أو «السفاح» كما يطلق عليه جمهور الأهلي أشار إلى أنه كلاعب يطمح إلى تحقيق حلمه «بتحقيق هذه البطولة والوصول إلى مونديال الأندية»، ومن المؤكد ان «تايسون» الأهلي يريد ان يفي بوعده في 10 نوفمبر.