عندما نجد الفتاة السعودية مبدعة في مجالات كثيرة ووضعت بصمات واضحة ورسمت طريقا مشرفا حتى في مجال المال والاستثمار يقف فئة من البشر ضدها ويحاربونها بحجة الدين في محاولات لتصيد العثرات ورصد الهفوات , كيف نحقق التوزان المطلوب في توحيد الصفوف والوسطية والاعتدال (1) ها قد بدأت نسمات الشتاء في الاقتراب , صوت الهدوء , ولون الظلام , وحنين الأرصفة المعتمة , ولذة الدفء , واشتهاء النوم في ساعات الصباح الأولى, وعناق الأغطية المخملية , رائحة الكستناء المشوية على الحطب , طعم الحليب الممزوج بالجنزبيل , ها قد بدأ الشتاء في الزحف يلف أرجاء المكان ويحتضن الأرض , المعطف الشتوي ينادي , والكنزة الصوفية مازالت محملة بعطر السنة الفائتة وجملة ذكريات وبقايا أيام تسربت من جيوب الزمن المثقوبة , وبعض نقود اختبأت في ملابس الشتاء عندما غضت عنها يد الصرف النظر . ليالي الشتاء المحملة بأنين الشجر, وبكاء المطر, أمسيات لا تعرف منتصف الطريق بل تهرب إلى النهايات سريعا وتنتظر العام المقبل . (2) معادلة صعبة عندما تختلط سعادتك بتعاستك , سعادتك لتحقيق (شيء) وتعاستك لتأخر أشياء أخرى مازالت محصورة بين قوسين تقاوم من أجل البقاء والاستمرار لم تتمكن من تجاوز بعض العبارات مثل (عيب) , (كلام الناس) , (حرام) , لذلك نعاني من بطء في تحقيق مشاريعنا بنجاح , إن التضارب في أمورنا وكذلك الازدواجية وتعاطينا لمتطلبات الثقافة بطريقة خاطئة يجعلنا نعيش خارج الحد الطبيعي للعالم , عندما نجد الفتاة السعودية مبدعة في مجالات كثيرة ووضعت بصمات واضحة ورسمت طريقا مشرفا حتى في مجال المال والاستثمار يقف فئة من البشر ضدها ويحاربونها بحجة الدين في محاولات لتصيد العثرات ورصد الهفوات , كيف نحقق التوزان المطلوب في توحيد الصفوف والوسطية والاعتدال, حتى البائعات في المحلات لم يسلمن من تدخل بعض رجالات الحسبة من المتزمتين في شؤونهن وكثير من المناطق في المملكة رفضن وجود النساء فهل مازلنا نعاني اختلافا ثقافيا وحضاريا ونحن أبناء وطن واحد , احترم رجال الدين وأفرح لوجودهم وانتشارهم ولكن بحدود العقل والمنطق , إن إيماننا بوجود الحرية يجب أن يخرج من دائرة التنظير إلى المراحل العملية الداخلة في الاقتناع والرضا كفانا تأخرا وتدحرجا للخلف, ثمة علاقة وثيقة بين العقل والقلب يجب أن تعمل بشكل صحيح حتى تكتمل دائرة الحياة ونسد الخلل ونملأ الفراغ فالفجوات لا تخلف إلا التعثر والحفر لا ينتج عنها إلا السقوط .