الإحساء واحة من الجمال .. مدينة من الخيال .. في كل عصر لها حضور اخاذ .. تغنى بها الشعراء الأوائل .. وسكنها العلماء الفطاحل .. فكانت أنشودة في كل زمان .. يعلوها الجمال في كل مكان .. !! حباها الله بالخضرة والماء .. فاشتعل فيها الخير كل الخير في الماضي والحاضر .. عيونها السبع تنبض بها الحياة .. وتمرها غزا الأقطار والأمصار .. أما طيبة أهلها .. فقد سجلها التاريخ منذ قديم الزمان ..!! هي واحة العاشقين .. لذلك تغنى بها الشاعر الكبير طرفة بن العبد وأخواله .. وهي واحة للطيبين .. لذلك سكنها ممن شهد لهم التاريخ بالصفات النبيلة والتواضع الجم والعطاء المتدفق دون انفة وغرور وتعالٍ ..!! هي الإحساء .. التي يبرز فيها كل جميل وسمح .. وهي التاريخ الذي سجل فيها الشعر والأدب والأدباء والحكماء أروع روائعهم .. وهي الماضي الجميل .. والحاضر الأجمل .. والمستقبل الأبهر ..!! ما بين الهفوف والمبرز .. لغة تاريخ وانجاز وتعاضد وتعاون .. بينهما ثقافة مشتركة .. وحضارة قائمة تضرب في عمق التاريخ .. وبينهما أهالي بنت الحب والمودة في كل بيت .. ولهما جمهور حاضر يصفق للشيخ والنموذجي ..!! وصلنا لهدفنا .. هجر والفتح .. أو العكس لا يهم .. فهما عينان في رأس واحد .. وهما في القلب نبض أيمن وأيسر وأعلى وأسفل .. وهما في العيون السبع التي حكى عنها التاريخ مياه باردة في الصيف ودافئة في الشتاء ..!! الشيخ هجر .. والنموذجي الفتح .. أرقام مهمة في كرة القدم السعودية .. الأول سبق الثاني في زيارة الأضواء .. والثاني سبق الأول في النتائج والمشاركات الخارجية .. والإحصائيات لا تعرف العواطف .. لذلك علينا أن نسلم أن تجربة الفتح في الأضواء أكثر إثارة وندية من جاره الفتح .. والأرقام والنتائج لا تكذب .. والصدارة الحالية أكبر دليل .. والمشاركة العربية خير برهان ..!! عندما نتحدث عن النموذجي والشيخ لابد لنا أن نعرج على إدارة الناديين .. فكلاهما يقود ناديه بنجاح وكل حسب امكانياته .. تسجل لهجر أولية على الفتح بالوصول إلى الأضواء .. وتسجل للفتح نتائجه وحضوره الاخاذ أمام الكبار .. ولكن لقاءاتهما في ديربي الإحساء لا تعتمد لا على تفوق أحدهما في سلم الدوري ولا لأي أسباب مسبقة .. هي تخضع لما يقدمه لاعبو الفريقين على أرض الملعب ..!! فنيا لا نختلف أن الفتح هو الأفضل .. لا سيما انه يملك مدربا قديرا يعرف أسرار المنافسات المحلية .. وسبق أن حقق في الموسم الماضي تفوقا على هجر .. ولكن المعادلة في مواجهة اليوم انه سيواجه مدربا عربيا آخر هو المصري طارق يحيى الذي جاء لإنقاذ هجر من المكوث في دائرة المؤخرة ..!! كل المؤشرات تنبئ بنزال مثير يلبي طموحات عشاق مواجهات الديربي على وجه العموم .. وجماهير واحة الإحساء على وجه الخصوص .. لا سيما أن المباراة تحت قيادة عربية التونسي فتحي الجبال والمصري طارق يحيى .. الأول حقق نجاحا غير مسبوق لأي مدرب عربي .. والثاني في اختبار صعب للغاية خصوصا انه سيواجه ليس الجار فقط .. بل متصدر دوري الكبار لأول مرة في تاريخه حتى الجولة العاشرة ..!! وعندما نتحدث عن النموذجي والشيخ لابد لنا أن نعرج على إدارة الناديين .. فكلاهما يقود ناديه بنجاح وكل حسب امكانياته .. ونسجل لأعضاء شرف الفتح تفاعلهم مع ناديهم .. ونهمس في أذن أعضاء شرف هجر بالقول مازلتم مقصرين تجاه ناديكم .. !! أما الجمهور الذي أشاد به الجميع في لقاء الأخضر مع الكونغو .. والذي ساهم في فوز ريكارد ولاعبيه .. والذي أنعش مدرجات الملعب .. فما زال مقصرا تجاه شيخهم ونموذجهم .. وهي حقيقة لا جدال فيها .. وهو موقف يفرض ألف سؤال وسؤال .. كيف لا .. وجماهير الإحساء تتمتع بالوفاء والإخلاص لكل ما يتصل بهذه المحافظة في كل الميادين والمضامير .. بل حتى ان جماهيرية الناديين عندما كانا يلعبان في دوري الأولى كانت أكثر كثافة مما هي عليه الان في الأضواء ..!! اليوم عشمنا في هذه الجماهير أن تكتب تاريخا جديدا لديربي الإحساء بالحضور الكثيف .. واشعال المدرجات .. وتقديم نفسها لوسائل الإعلام بأنها رقم مهم في المدرجات .. أملنا أن تلبي هذه الجماهير نداء نجومهم ومحبيهم في نزال النخيل الباسقات والعيون السبع ..!!