حينما تطول يد الإرهاب عقول الصغار من حديثي السن فإنها تعبث بها، وتبلورها كيفما شاءت، وتجعل من الدين والعقيدة ذراعا ومدخلا ووسيلة لتنفيذ أجندة طواغيته، الذين يعملون على تجنيد الشباب المغرر بهم، ويصنعون منهم أدوات تتحرك دون وعي أو إدراك، ويفتون لهم باستباحة دماء الآمنين من إخوانهم وأبناء وطنهم. فلا يمكن حصر جريمة الإرهاب في زمن أو مكان، إلا أن قراءة أهدافه ونشاطه أمر مهم من أجل دعم المجهود الأمني للقضاء عليه، وكما بين الدكتور مطلق المطيري أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، أن الجريمة الإرهابية التي حدثت لم تختلف عن سابقاتها. وأشار المطيري، إلى أن هناك شبابا صغارا في السن محدودي المعرفة الشرعية والتجربة الحياتية والعلمية وكذلك العملية، يقابل هؤلاء الرؤوس المدبرة للأعمال الإرهابية، الذين يعتمدون على هؤلاء الصغار لمعرفتهم العملية أن حديثي السن سهل انقيادهم لأيدلوجية التطرف. وذكر المطيري، أنه لا يوجد سبب معين أو خاص يبرر عودة هؤلاء الصغار إلى العمليات الإرهابية والتفجير أو الهجوم المسلح والقتل، بعد القضاء على أغلب الخلايا الإرهابية، خاصة أن شكل العملية التي استدفت مبنى حكوميا في الزلفي ليس جديدا، فاستهداف المنشآت الأمنية والحيوية أمر معمول به في العمل الإرهابي. من جهته، أكد المستشار النفسي الدكتور جمال الطويرقي، أنه يجب على الأهالي التنبه لبعض المؤشرات التي ربما تكون دلائل إلى بعض التغيير لدى صغار السن أو المغرر بهم، حيث يتغير سلوك هذا الشخص من فترة إلى أخرى. وبين الطويرقي، أنه يوجد لدى بعض الشباب اضطرابات في النوم نتيجة تعاطي الممنوعات أو الضغط النفسي والجسدي، أيضاً عدم الاستماع إلى الإرشادات والنصائح من الأهل، وخاصة الوالدين، فنجد أن بعظهم يظهر سلوكيات عدوانية تجاههم بدون أي سبب. وشدد الدكتور الطويرقي على تغيب الوازع الديني، بحيث تكون الثقافة الدينية عند البعض بسيطة، ومن ثم يتحولون إلى متزمتين ومتشددين دينياً، حيث يبدأون في تكفير الأشخاص والجماعات والحديث عن الدول، ثم يدخل في الجانب السياسي والحديث عن السياسة والثقافة السياسية، ويصل به الحال إلى توجيه أحكام الظلم لبعض الدول من حيث انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها.