» أعماق اللغة ¿ موجة التطور والتغير تمس كل شيء في حياتنا..هل أثرت هذه الموجة على مفردات اللغة الشعرية وشكل القصيدة؟ - على الشاعر الراغب في تكوين شخصيته أن تكون له لغته ومفرداته الخاصة، فاللغة لن تتغير، بل علينا الغوص في أعماق اللغة حتى نرتقي في التجسيد الحرفي وتثمين جمال اللغة العربية البلاغي والمدلولي، وهو ما تفتقر له اللغات الأخرى، لذا الشاعر البعيد عن عمق اللغة يبقى دون جذور في الأرض فيمضي مع الرياح. ¿ ما التحديات التي واجهتك خلال كتابتك بلسان المرأة؟ - ليست تحديات بقدر ما هي مسؤولية تجاه ثقة المرأة، والتنوير المراد لإعادة تشكيل فكرها، وحقيقة تعلمت من الكثير منهن، ولا أنسى أنني تتلمذت على يد امرأة رائعة جدا تعتبر أجمل نساء الكون بالنسبة لي وهي أمي. » دور المرأة ¿ ما أصعب ما تمر به المرأة العربية من وجهة نظرك؟ - أعتقد أن الخوف من التغيير هو أصعب تحدٍ بالنسبة لها، لذلك فعليها ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني والجامعات أن تعي ما هو الدور التنموي الحقيقي عليها لتصل إلى توازن يحقق السمة الإنسانية لها ويكفل مكانتها. » فلسفة وعمق ¿ المفكر اللبناني وهيب فيروز كتب مقدمة كتابك الثالث ووصفك بأنك تتماهى مع روح جبران.. كيف تجد ذلك؟ - كان هذا محور تحول في حياتي الكتابية، فهو وضع مسؤولية على عاتقي، وإن كنت أشكر الله على إرث جبران الفكري وفلسفة ميخائيل نعيمة ومنهجية نزار السردية وعمق بدر شاكر السياب، هذا المزيج الفكري كان هاجسي في الكتابة، ومنه انطلقت نحو آفاق لم تعرف المُنتهى، فالفضاء يعج بالمجرات الكونية ولابد من سبرها، حاملا قناعة من يعانق السماء لا ينظر لكبوات من في الأرض. » قراءة مختلفة ¿ كيف أثرت المنطقة الشرقية في تكوينك الثقافي والأدبي؟ - وجدت نفسي انتقل مع عائلتي من نجد إلى المنطقة الشرقية وأنا في الثالثة من عمري، لاستكشف بيئتها لغة وفكرا، إضافة لاكتسابي الكثير من خلال المدارس التي كانت تعج في تلك الفترة بالجنسيات العربية، وهو ما جعلني أجد قبلتي الفكرية لأبدأ القراءة من خارج الحدود واطلع على تجارب مختلفة في الأدب والرواية. » تنوير وتأثير ¿ حدثني عن ديوانك الأخير «خدين السماء» ولماذا اخترت هذا الاسم؟ - الديوان يأتي مكملا لمشروعي الفكري في محاكاة الواقع عبر الكلمة الصادقة الخالية من زخرف الأرض، خصوصا وأن الباحث عن المعرفة لابد أن يكون أقرب للسماء. » تحول جديد ¿ كيف تقيم الحركة الثقافية داخل المملكة؟ - الحراك الثقافي في المشهد السعودي عانى في الماضي من غياب المشروع المؤسسي فكان أسير اجتهادات فردية، فيما نعيش اليوم مؤشرات تحول جديد لمكانة المملكة بروح جديدة واعدة، المملكة تستحق وجود ثقافة مؤسسة وطنية تسير جنبا إلى جنب للبناء والتنوير وعلينا أن نستشعر دور القوة الناعمة في التأثير الفكري. » صورة مشرفة ¿ ما أهم المشكلات التي تواجه الثقافة العربية؟ - لمست معاناة المثقف في كل الدول العربية التي زرتها، كما أن جميع الأعمال الإبداعية على الساحة الأدبية العربية هي بجهود فردية، فحتى معارض الكتب العربية يشوبها الكثير من العمل الفردي الاجتهادي. للأسف صورة الدول العربية مستهدفة في الإعلام الغربي، ويجب على وزارات الثقافة العربية من خلال برامجها أن تقدم برنامجا وطنيا يتناسب مع تطلعات المثقف العربي، لتعكس صورة مشرفة للعرب في الخارج. » أنظمة وأهداف ¿ ما رأيك في الجوائز الأدبية؟ - الجوائز الأدبية هي تقدير للعمل الإبداعي، إلا أنها في وطننا العربي تشوبها آليات العمل الاحترافي ومن كان قريبا من اللجان المقررة للاختيار يعلم ما في الكواليس من أهداف غير أدبية، فالكثير من الأعمال العربية المستحقة للفوز بجدارة لم يُبحث عنها، وهنا يُعاب على أنظمة الجوائز وأهدافها، فالأعمال الإبداعية يجب البحث عنها لا من يتقدم للجائزة. قال الإعلامي والشاعر إبراهيم الجريفاني، إن المملكة تعيش تحولا ثقافيا جديدا من خلال ما تمتلكه من مواهب إبداعية في شتى المجالات. وأوضح في حوار ل «اليوم» أن الجوائز الأدبية قد تظلم العديد من الأعمال الأدبية التي تستحق الفوز، وذلك من خلال ما يشوبها من ضبابية في التنظيم أو قصور في البحث عن المبدعين المستحقين للتتويج.