**ِ استبشر الرياضيون غير مرة بنقلة نوعية لكرة القدم السعودية هذا الموسم؛ إثر سلسلة من الوعود الرسمية من قبل صناع القرار الرياضي، لدرجة آمن معها البعض واستبشر بأن دورينا سيكون من ضمن أفضل عشرة دوريات على مستوى العالم، وأن منتخبنا سيصل إلى أدوار متقدمة جدا في كأس العالم الماضية، وأن النقل الفضائي للمنافسات المحلية سيكون الأبرز والأفضل على مستوى الشرق الأوسط، وغيرها من الوعود التي ذهبت أدراج الرياح مع الأسف الشديد. ** سلسلة الوعود والتصاريح الرنانة لم تختلف عن سابقتها والتي تناوب عليها صناع القرار في إدارة المنظومة الرياضية آنذاك، مع كل الحب والتقدير والاعتزاز بهم جميعا (سلفهم وخلفهم) ولكني هنا أتحدث عن وعود و»ياهي من وعود»..!! ** أتذكر وربما أنتم كذلك ثمة وعود سمعناها أن منتخبنا بعد عشرة أعوام سينافس على كأس العالم، وأخرى مشابهة تحدثت عن صقور أولمبيين سيكتسحون العالم على الصعيدين القاري والدولي في كافة الألعاب، وغيرها الكثير من مثيلاتها والتي تندرج تحت السياق الشعبي الشهير «يا كبرها عند الله»..!! ** لن أتوقف عند الماضي البعيد ولا القريب جدا، ولن أستذكر مرة أخرى تلك الوعود، ولعلي هنا أهمس في أذن من يعنيه أمر رياضة الوطن بأن يستفيد من كل التجارب السابقة خاصة السلبية منها، وأن يعمل على تأطير العمل المؤسسي وانتظار نتائجه حتى وإن طال الأمد. ** حالة من الفأل الحسن تجتاح الوسط هذه الأيام مع تولي سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئاسة الهيئة، الكل مستبشر ومتفائل بقادم يبشر بخير، أنا منهم بل وعلى رأسهم، ولكن الأماني والتفاؤل وحدهما لن يذهبا برياضة الوطن بعيدا. **الفيصل حصل على ثقة ولاة الأمر، وحاز على ثقة الجماهير والوسط من أول يوم، بل لن أبالغ إن قلت إنه دخل قلوب الرياضيين كافة بلا استثناء، المهم الآن أن نبدأ بمرحلة مغايرة وبفكر مختلف عنوانه العمل ثم العمل، بعيدا عن العاطفة وبعيدا عن الوعود التي تؤخر ولا تقدم. ** أولى خطوات العمل المؤسسي تكمن في منح انتخابات القدم المنتظرة حقها، لا نريد تكرار التجارب السابقة، ولا إعادة انتخابات (عزت) أو تزكية (قصي)، نريد انتخابات حقيقية، فرسانها أبناء الوسط واللعبة من الكفاءات والخامات الجيدة، نريد الأندية أن تقرر مصيرها وتختار مرشحها، نريد لائحة عادلة وانتخابات نزيهة وجمعية عمومية تمارس صلاحياتها بلا تردد أو خوف. ** تجارب الانتخابات السابقة لم تكن جيدة على الإطلاق باستثناء التجربة الأولى التي فاز بها أحمد عيد، حان الوقت الآن من أجل البدء فعليا بتصحيح كل الأخطاء، البداية الفعلية يجب أن تكون حيث انتخابات اتحاد القدم، فالعبث قد طال هذا الاتحاد وبعثر أوراقه وعرى لجانه. قبل الطباعة تذكر دائما أن البطيء في إعطاء الوعود هو أكثر الناس مصداقية من أجل الحفاظ عليها. (جان جاك روسو) @BAlsagry999