كما كان متوقعا، خرج رئيس اتحاد القدم قصي الفواز من أضيق الأبواب معلنا استقالته من كرسي الرئاسة بعد فترة قليلة جدا من تسميته رئيسا بالتزكية وسط تهليل ومباركة من الجماهير والنقاد ومنسوبي الأندية، الذين تناقلوا خبر الاستقالة بفرح عارم. لست هنا بصدد تفنيد أسباب الاستقالة، ولا الحكم على الأشهر القليلة الماضية التي قضاها رئيسا للاتحاد، ولكني بكل تأكيد لن أخفي أسفي على حال قصي وحال اتحاد القدم بشكل عام. أشعر بخيبة أمل كبيرة وأنا أشاهد الرؤساء يغادرون المشهد تباعا، سواء من دلف أبواب الاتحاد عن طريق الترشح أو التزكية، وأشعر بخيبة مضاعفة أيضا وأنا أرى العشوائية والتخبط يحيطان بالاتحاد ويضربان أطنابهما في أركانه. كنا نعشم أنفسنا بعهد مختلف بعد إقرار الانتخابات الرياضية في حدث فريد كان ولا يزال واحدا من القرارات المفصلية والتاريخية في اتحاد اللعبة، ولكن الأماني ذهبت أدراج الرياح، والعشم كان في غير أهله ومحله. مؤلم جدا أن يصل الحال باتحاد القدم إلى ما وصل إليه، ومعيب جدا أن يظهر الاتحاد بهذه الصورة المهترئة، وبما لا يتواكب مع ما وصلت إليه المملكة من قيمة كبيرة في شتى المناحي وعلى كافة الأصعدة. ذهب قصي وقريبا سيلحق به لؤي وسيأتي آخرون (والخبر نفس الخبر ما طرى علم جديد)، فلن يكون الفرج برحيل الفواز ولن يكون الأمل بتسمية من يخلفه، فلسان الحال مع رحيلهم وقدوم خلفهم (لا طبنا ولا غدا الشر)!! نحتاج إلى مصارحة حقيقية مع النفس، هل آتت الانتخابات أكلها، وهل حققت المبتغى الحقيقي منها، وهل فعلا هذه هي الانتخابات التي كنا نبحث عنها ونتمناها ذات يوم؟؟ تعود بي الذاكرة بين الحين والآخر لعهد سلطان بن فهد وزمن نواف بن فيصل، وأهمس بيني وبين نفسي عذرا وأسفا وخجلا عما كنا نمارسه من نقد لاذع وقاس بحق اتحاديهما آنذاك!! أقارن ما بين الأمس واليوم وأردد (سقى الله زمانا فات ولا ظنتي بيعود) على الأقل من حيث الهيبة والقوة والصرامة التي افتقدناها منذ مغادرتهما أروقة الاتحاد، فمخرجات الاتحادات المنتخبة والمزكاة، لا هيبة ولا قوة ولا خطط إستراتيجية ولا عملا ملموسا أو قادما يبشر بالخير. أصدقكم القول إني محبط للغاية، ولكن ثمة بوارق للأمل تتمحور في الأمير الشاب عبد العزيز بن تركي رجل الرياضة الأول حاليا، لا أعرف سموه عن قرب، ولكني متفائل جدا بنقلة نوعية على مستوى الاتحادات كافة وعلى رأسها اتحاد القدم. نعم أقولها وبكل تجرد وبعيدا عن التملق أو التقرب، بارقة الأمل الأخيرة بعد الله بيد (الفيصل)، دعونا ننتظر ونكون خير معين له، هو لها وهو أمينها وسيدها وهو القادر على حل الأمور -بإذن الله- وإعادة الاتحاد إلى وضعه الطبيعي المأمول. @BAlsagry999