منذ أن تم تشغيل الصالة الخامسة في مطار الملك خالد بالرياض (TR-5) العام 2016م، والمخصصة للرحلات الداخلية، والتي يفترض أن تستوعب 12 مليون مسافر سنويا ومعاناة الناس تتفاقم يوما بعد يوم مع المواقف، والمكونة من ثلاثة أدوار تتسع ل (3000) سيارة فقط، مما يدفع الكثيرين للبحث عن مواقف خارج المطار، ولا أحد يعرف كيف يريد المسؤولون عن الطيران المدني أن تخدم هذه الصالة 12 مليون مسافر دون توفير ما يكفي من مواقف للسيارات؟. هذه المعضلة دفعت أصحاب بعض المحطات القريبة من المطار إلى تخصيص مواقف للإيجار لاستثمار أزمة المواقف، فضلا عن اصطفاف سيارات بعض شركات التأجير في المساحات الفارغة أمام الفنادق المحاذية للمطار لنقل من يضطر لإيقاف سيارته هناك من وإلى المطار، غير أن الطريف أنك وأنت تبرم بين الأدوار الثلاثة للمواقف في رحلتك المكوكية، وتوزع بصرك ما بين عقارب ساعتك خشية فوات موعد الرحلة والممرات الضيقة على أمل أن تعثر على سيارة تهم بالخروج، قد تقع عينك جهة الغرب إلى ما وراء طريق المطار، لترى تلك الصحاري الفارغة التي يعبث السراب في أرجائها، لتتساءل: لماذا على الأقل والحال هكذا لم يفتحوا للناس طريقا للوصول إلى هذه الصحاري القفار ليوقفوا سياراتهم طالما أنهم لم يوفروا لهم المواقف الكافية؟، ولأنك تسأل نفسك، وتعرف أن الإجابة ليست متاحة لأن هنالك من تعاقد مع شيخنا المتنبي ليدفعه لينشد بيته الشهير في (نقص القادرين) والذي أصبح للأسف لازمة لكثير من المشاريع، إذ ليس هنالك ما هو أسوأ من نقص القادرين أو عجزهم أو لا مبالاتهم، ففي حالة مواقف المطار (الصالة الخامسة) على سبيل المثال لأنها ليست الحالة الوحيدة قد تشعر بانتفاخ المرارة، حينما تشاهد وتلمس كم أنفق على هذه الصالة، وكم تم تجهيزها بأفضل الخدمات، ثم تأتي عند خدمة صغيرة ناقصة لتضرب كل هذا المنجز، وتقوضه، وتصادر كل جمالياته بخطأ تقديري بسيط، لم يحسب لنمو شركات الطيران العاملة في الصالة، ولا أعداد المسافرين حسابا. مؤلم أن تكون هذه البديهيات التخطيطية موضع نقاش في مثل هذا الوقت، خاصة في مشاريع المطارات التي تستطيع أن تحسب فيها وبمنتهى الدقة أعداد المستفيدين من خدماتها على مدار الساعة، وكذا أعداد السيارات وما تحتاجه من المواقف، لذلك يبقى السؤال الأهم إذا كانت المواقف تختنق الآن فكيف هو الحال مستقبلا مع زيادة النمو؟.