حذرت صحف العالم من خطورة الوضع الليبي الراهن، مع تجدد المعارك في البلاد عقب تحرك قوات الجنرال خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، وأشارت إلى أن الأزمة التي تشهدها ليبيا حاليا، تقف شاهدة على فشل التدخل الغربي، خاصة مع شيوع الفوضى التي يستغلها المتطرفون. » فشل غربي وقالت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية: إن الأزمة التي تشهدها ليبيا حاليا، مثال على فشل التدخل الغربي، خاصة مع شيوع الفوضى التي يستغلها المتطرفون. وأضافت في افتتاحيتها: «لكنها الآن أصبحت مهددة من قبل رجل قوي، هو الجنرال خليفة حفتر». وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب الفشل الغربي في ليبيا هو عدم الالتزام بالمتابعة في بناء البلاد عقب التدخل العسكري. وأوضحت أنه وعلى الرغم من أن الأوروبيين كانوا حريصين على المساعدة في الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي، إلا أنهم لم يرغبوا في الالتزام بالمتابعة لبناء الأمة، حتى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما اتهم بريطانيا وفرنسا بالفشل في الاستثمار بإعادة إعمار ليبيا. وأشارت إلى عدم وجود جدوى من التدخل إذا لم يكن هناك التزام بالمتابعة، بل على العكس من ذلك، فإن عدم الاستقرار في ليبيا يزيد من مشاكل أوروبا بسبب أزمة اللاجئين. ونوهت بأن العامل الثاني للفشل الغربي في هذا البلد هو عجز المخابرات الغربية عن فهم مدى الانقسامات الليبية. » مأزق أمريكي بدورها حذرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية من تأثير تجدد الصراع في ليبيا على أسواق النفط العالمية، مشيرة إلى أن الهجوم الذي يشنه حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس، قد يعرض انتعاش إنتاج النفط في البلاد للخطر بعد توقف دام لفترة طويلة. واعتبرت «وول ستريت» أن محاولات الجنرال حفتر الاستيلاء على طرابلس بعد سيطرته على معظم المنشآت النفطية، تضع البيت الأبيض في وضع صعب، في وقت يحاول فيه الموازنة بين مجموعتين من العقوبات على دولتين رئيستين في إنتاج النفط، هما إيران وفنزويلا. وأكدت أنه مع ارتفاع أسعار النفط، فإن الأزمة الليبية قد تدفع الولاياتالمتحدة إلى إعفاء بعض المشترين للنفط الإيراني من العقوبات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي يشرف على نظام العقوبات المفروضة على إيران، قوله: «ليبيا في خطر مرة ثانية، لا يمكننا تحمل وقوع حادث جديد في سوق النفط». » تبديد النتائج ومضت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقول: «في حال اضطرت واشنطن إلى منح إعفاءات جديدة وتمديد الإعفاءات الحالية لشراء النفط الإيراني، في وقت تصعد حملتها ضد الحرس الثوري الإيراني، فإن ذلك يعني تبدد النتيجة المرجوة من العقوبات». وتابعت الصحيفة الأمريكية: «بينما تسعى إدارة ترامب إلى كبح جماح طهران في الشرق الأوسط، فإنها تسعى أيضاً إلى تجنب ارتفاع أسعار النفط الذي قد يضر بالمستهلكين الأمريكيين»، موضحة أنه حتى قبل اندلاع الصراع في ليبيا كان البيت الأبيض يفكر في تمديد الإعفاءات التي ستبدأ في مايو المقبل. » عودة المتطرفين وقال موقع «ذي ستريتس تايمز»: إن ليبيا تقترب من حرب أهلية شاملة، موضحا أن معركة السيطرة على طرابلس ستشكل أهم تصعيد للعنف منذ الإطاحة بالقذافي عام 2011. وحذر الموقع من وجود خسائر فادحة في صفوف المدنيين مع وجود العشرات من الميليشيات في العاصمة طرابلس. ونبه بأن الاشتباكات ستعمق الفوضى والخروج على القانون التي حولت ليبيا بالفعل إلى مركز للتهريب للمهاجرين إلى أوروبا، وسمحت لتنظيم «داعش» بإنشاء موطئ قدم في مدينة سرت الساحلية. » إعادة الصفوف وحذرت من أن المزيد من انعدام الأمن قد يؤدي إلى تمهيد الطريق أمام المقاتلين لإعادة تنظيم صفوفهم. وفي السياق، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية: إن المواجهة بين جيش حفتر والميليشيات قد تؤدي إلى إغراق ليبيا في موجة أخرى من العنف. وحذرت بأنها قد تعرض للخطر محادثات السلام المقبلة التي تجري بوساطة الأممالمتحدة وتهدف إلى رسم خريطة طريق لإجراء انتخابات جديدة، وهي المحادثات التي من المقرر عقدها في الفترة من 14 إلى 16 أبريل الجاري.