ما أن انتهى موسم الشرقية 2019 الذي استمر أسبوعين في معظم مناطق الشرقية إلا وحط رحاله ملتقى بيبان بنسخته السادسة، وذلك بعد أن أقيم في عدة مدن سابقا بمملكتنا الحبيبة كالرياض، جدة، المدينةالمنورة، القصيم، وأبها. هذا الملتقى يقام بدعم من هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتجاوز عدد زواره أكثر من 76 ألف زائر خلال أربعة أيام، وهدف بكل أركانه وفعالياته ونشاطاته إلى تهيئة بيئة مناسبة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة القائمة بما يضمن استمرارها ونموها، ويُحفز دخول منشآت جديدة للسوق باحتواء المبادرين والمهتمين بمجال الأعمال. كان لمشاركة أكثر من ست وعشرين جهة حكومية وأكثر من ثلاثين جهة خاصة دور كبير في إثراء هذا التجمع الهام، حيث احتوى هذا الملتقى على عشرة أبواب يستفيد منها رائد العمل في جميع مراحل تأسيس مشروعه حتى يرى النور، هي باب «منشآت» ويستعرض أبرز مبادرات الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وباب «الانطلاقة» الذي يستهدف الراغبين في البدء بعالم الأعمال، و«النمو» الذي يهدف إلى رفع أداء أصحاب المشاريع الناشئة القائمة، و«التمكين» وذلك بتواجد عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة لتقديم خدماتها، «التمويل وتسهيل الأعمال» وهو ما قام به من جمع كل الجهات التمويلية والاستثمارية لتسهيل البحث، وباب «التجارة الإلكترونية» الذي يسعى لتنمية وتطوير قطاع التجارة الإلكترونية وتعزيز مساهمته في الاقتصاد، و«ريادة الأعمال» ويقوم بتعزيز دور رواد الأعمال عن طريق نشر ثقافة ومفاهيم ريادة الأعمال، و«السوق» الذي يهدف لإعطاء فرصة لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم ومشاركة قصصهم الملهمة للنجاح مع زوار المعرض، وتم استحداث بابين جديدين استحدثا خصيصا للمنطقة الشرقية وهما «الصناعة» الذي سلط الضوء على ما يحظى به قطاع الصناعة بالمملكة من اهتمام وفرص استثمارية كثيرة بهدف تحقيق تنوع اقتصادي واستثماري بالسوق السعودي، لاسيما أن بلدنا يمتلك مقومات النجاح والتعزيز لنمو قطاع الصناعة، من أهمها مدن صناعية متطورة وبنية تحتية متينة تمكن وطننا من التقدم إلى مصاف الدول الكبرى، وأخيرا باب «السياحة والترفيه» الذي كان أحد أهم أهدافه تنمية الاستثمار في قطاع الثقافة والترفيه بمملكتنا. عملت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة على تهيئة عدد من البرامج والخدمات التي تمكن وتدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتأتي تلك البرامج والخدمات بهدف تحقيق أحد أهم ركائز رؤية المملكة 2030 نحو رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي من 20% إلى 35% والتعرف على مراحل استقطاب المستثمرين، وتقديم الاستشارات في كيفية استثمار تجارب الآخرين لتوسيع مداركهم الإدارية في بناء هيكل مشاريعهم وإنجاحها، وهو بذلك يشرع كل بابٍ إجرائي وإلهامي أمام هؤلاء الشباب. بيبان هي رحلة متكاملة لصاحب أو طالب العمل أو لمنشأة صغيرة ومتوسطة من خلال تثقيف وتدريب وتطوير وتوفير خدمات حكومية وخدمات من القطاع الخاص وتمويل وإرشاد، كلها متوافرة بمكان واحد وتحت سقف واحد، بالإضافة لانعقاد أكثر من 140 ورشة تدريبية وتواجد العديد من المستشارين الذين يقدمون استشارات فردية في كافة المجالات، كل ذلك مجانا وبلا أي رسوم لتجاوز مراحل التأسيس بسلاسة والانطلاقة نحو تحقيق الهدف بكل ثقة وأمان.