الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ دينه من كل طامع يحاول أن يصدع هذا الحصن الحصين، فالشرف عظيم في الدفاع عنه، وليس للمحارب له إلا خسارة في الدنيا قبل الآخرة. منذ عصر النبي محمد -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- في صدر الإسلام، كثير هم من حاربوا دين الله في مختلف بقاع الأرض، جميعهم ذهبوا وأفضوا إلى ما أفضوا إليه وبقي الإسلام عزيزاً منيعا. على مر العصور كان وما زال الإسلام مستهدفا ونظريات المؤامرة ضده حاضرة وبقوة، فما حصل قديما ويحصل حديثا وبالتحديد في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الجديد، ما هي إلا دلائل واضحة للعيان على استهداف الإسلام وعلى حقيقة نظرية المؤامرة، التي من لا يؤمن بها فهو جاهل أو مؤيد لتلك الحملات البغيضة. في ثمانينيات القرن الماضي تأسست (القاعدة) وكانت في ظاهرها تلبس عباءة الدين الإسلامي ولكن من أهدافها العمل ضد الإسلام وتشويه صورته فأعمالهم ليست من الدين في شيء. كيف لا وقد تبنت الأعمال الإرهابية في بلاد الإسلام وغيرها، ضد الآمنين والأبرياء والأطفال والعزّل ورجال الأمن وغيرهم. بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بدأت (داعش) بالظهور على مشهد التطرف السياسي وقامت بأعمال إرهابية لا تقل بشاعة عن سابقتها. (القاعدة) و(داعش) وجهان لعملة واحدة تشتري قتل الأبرياء وتبيع الإسلام يملكها تاجر غير مسلم! للأسف إن بعض الساسة الغربيين لا يألون جهداً في محاربة الدين، بل إنهم روجوا للكراهية بين الشعوب والأديان باستخدام مصطلحات مثل (الإرهاب الإسلامي) و(الإسلاموفوبيا)، وفي السياق نفسه حصلت عمليات إرهابية كثيرة من إرهابيين يعتنقون العقائد الأخرى غير المسلمة، لعل آخرها وأبرزها هو العمل الإرهابي الذي حصل في مسجدين وسط مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا وراح ضحيته أكثر من 50 بريئا- رحمهم الله جميعا وتغمدهم بواسع رحمته وتقبلهم مع الصديقين والشهداء- فهل يرضى العالم الغربي أن يُقابَل مصطلح (الإرهاب الإسلامي) ب (الإرهاب المسيحي) و(الكريستيانوفوبيا) مقابل (الإسلاموفوبيا)؟ المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومرورا بأبنائه الملوك -رحمهم الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، تقوم على مبادئ وثوابت ومعطيات دينية وأمنية وسياسية، فالسعودية تنتهج نهج السياسة المتزنة والإسلام الوسطي والتحالف القوي في وجه الإرهاب وتعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار العالميين، المملكة من أوائل الدول التي جرمت الإرهاب ومن يموله، دائما ما تدين جميع الأعمال الإرهابية والدول والجماعات والميليشيات والأفراد التي تمارس الإرهاب، أصدرت بيانات تحذر من هؤلاء وتبين أن الإرهاب لا دين له ولا عرق ولا وطن. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) صدق الله العظيم.