يحتفي مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في معرض الفن المعاصر «زمكان» الذي يهدف إلى توضيح مفهوم التكامل بين الزمان والمكان، بأعمال 11 فنانا سعوديا ومقيما في السعودية يستخدمون الفن كوسيلة للاستكشاف، ليقدموا أعمالا فنية استخدموا فيها باقة من الوسائط المتنوعة لاستكشاف مساحات وأبعاد مميزة في أوقات مختلفة، مع تجسيد لمفاهيم متعلقة بالزمن، حيث يعطي كل عمل فني منظورا شخصيا عن كيفية استكشاف الفنانين لمفهومي الزمان والمكان. يقام المعرض في القاعة رقم 1 من متحف «إثراء» المخصصة للفن المعاصر، ويحتوي على حوالي 18 قطعة فنية، ويستمر حتى سبتمبر المقبل. معايير عالمية وأوضحت المشرفة على المعرض رزان العيسى أنه تم اختيار فنانين أعمالهم تحتوي على مفهومي الزمان والمكان، وتوجههم الفني يتبع لفكرة المعرض، كما أن بعض الأعمال تم طلبها خصيصا من الفنانين من قِبل المركز لتصبح ضمن مجموعة «إثراء» الفنية، وأضافت: «كون المركز يدعم التعليم والابتكار والثقافة، طلبنا من كل فنان أن يقدم ضمن عمله تمرينا أو فكرة بحيث يتفاعل الزائر مع العمل الفني، ونحن نفخر أن أعمال الفنانين تتبع للمعايير العالمية، مما يؤكد على أن المشهد الفني في المملكة على محو من التطور والازدهار والتوسع». دعم الحراك الثقافي وأشار مدير قسم العلاقات والاتصال في إثراء د.أشرف فقيه إلى أن رسالة (إثراء) هي أن يكون منصة لدعم المواهب الوطنية، وخلق ونشر المحتوى المحلي المميز، وهذا يحصل على جميع الأصعدة الفنية والثقافية، وقال: «اليوم نحتفل بأن نحظى بأعمال 11 فنانا، وبذلك نجمع المواهب الوطنية والمتأثرة بالبيئة السعودية، ونقدم أعمالا معاصرة ومغايرة، مدهشة في تمايزها وتفردها، وهذا جزء من دعم الحراك الثقافي، كما أن القاعة تستقبل الزوار لإتاحة الحوار مع الفنانين، فهذا التواصل البشري مهم لإدراك قيمة الفن وتذوقه». وأكد فقيه على أن الجهود في دعم الفن والفنانين مستمرة عبر المزيد من المعارض والشراكات المميزة مع جهات عالمية ومحلية، لتحقيق واحدة من الرسائل الأساسية وهي خلق التواصل بين الثقافات المختلفة وفتح نافذة للمملكة وتقديمها بشكل مختلف للعالم، وأن المعرض يهدف إلى إثارة حوار عن كيفية إدراكنا لمفهومي الزمان والمكان عبر تأمل ردور الفنانين لهذين المفهومين وتحليل وجهات النظر المختلفة. شجر الطلح وأوضحت الفنانة زهراء الغامدي أنها ركزت في عملها على شجر «الطلح» المتواجد في الصحاري، ويتميز بقوته وصموده خصوصا في أشواكه، وبعد اطلاعها وجدت أن الشجر يحمل فوائد كثيرة، وقررت أن تجلب إلى المعرض هذا الشجر الذي يتجنبه الكثير من الأشخاص، وأن تشكله بمنظور جمالي، ويدور العمل حول كيف يمكن للإنسان أن ينظر لنبتة من ثقافتنا وبيئتنا من منظور خاص فيه، وأضافت: إن تلك المشاركة هي الأولى مع إثراء، وحرصت أن يكون العمل الفني جديدا؛ لتكون بدايته في إثراء. الهواء والماء ويشارك أحمد عنقاوي في المعرض بعمل «تدفق»، وهو عمل فريد جذب الصغار قبل الكبار، يوضح من خلاله علاقة الهواء والماء مع بعض بشكل متحرك ومتصاعد من خلال خطوط مستقيمة تعطي إيحاء بالانحناء، ويوضح الهندسة الخفية الموجودة في الطبيعة، ليعطي للزائر مرحلة من التفكر. وقال عنقاوي: قمت بتجارب كثيرة للعمل، بالإضافة إلى الدراسة لفهم العلاقة بين الهواء والماء، والتجربة هي التي تعيش معي كشخص، وترتقي بفكري وجسدي وروحي ويأتي ذلك من خلال تعلقي بالعمل بعد التجارب العديدة، وعن تجربة المشاركة قال: إنها فرصة جميلة وإثراء يهتم بالمبدعين والشباب، كما قاموا بتوفير كل ما يتطلبه العمل الفني لخلقه بطريقة أجمل مما كانت عليه». نقوش تاريخية من جهته يشارك معاذ العوفي بعدة أعمال فنية، أحدها يتألف من 3 لوحات عبارة عن نقوش أثرية فريدة لم تظهر للعامة، وفيلم «ثاد» يتحدث عن منطقة غامضة وهي «الحناكية» وتحتوي على نقوش وآثار وتاريخ، وأوضح أن التصوير كان في منطقة لا يتعدى قطرها 100 كيلو متر، في جبل العهين ويحتوي على نقوش جذابة وفريدة ويعتبر متحفا مفتوحا. وتتضمن إحدى لوحات الفنان ثلاث أبواب من نفس المنطقة أطلق عليها «أبواب ثاد»، وقال العوفي: إنه ارتبط جدا بالأبواب؛ لأنها تعتبر عن هوية لكل مكان نقوم بزيارته، والبيوت تحكي قصصها عن طريق الأبواب، وأن أعماله تهدف للحث على البحث والإستكشاف.