@@ الضجيج يلف المكان والزمان، والمواجهة التي بدأت ترتفع وتيرتها قبل أيام من صافرة شاكير، واشتعلت في المدرج قبل ركل الكرة، مرت في ال 45 دقيقة الأولى هادئة رتيبة وفي بعض الأحيان مملة، ربما لأن الضغط على لاعبي الفريقين كان أقوى من كل مهاراتهم ولياقتهم داخل المستطيل الأخضر. @@ مرت الحصة الأولى بسلام على الفريقين وعلى مدرجيهما الرائعين اللذين كانا بمثابة كرنفال يتحدث عن نفسه حتى بدون أهازيج. @@ وزاد الطين بلة سيناريو الخشونة تارة والتمثيل تارة أخرى، فلم يجار الملعب بخضرته جمال المدرج الأصفر الأكثر عددا بحكم اللوائح، والمدرج الأزرق الذي حضر رغم ما قيل عن تراجع مستويات فريقه في الآونة الأخيرة. @@ ومع الأنفاس الأولى للحصة الثانية تملكت الغيرة لاعبي النصر من مدرجهم المشتعل، فأرادوا المشاركة في الوهج، وكالعادة كان الثنائي المغربي امرابط وحمد الله عنوانا لفرحهم ورقصهم وأهازيجهم، الأول يصنع والثاني يسجل. @@ ولأنه الهلال.. فهو الفريق الذي لا ينام على وسادة الاستسلام، تحرك زوران وأخرج هذا المغامر الذي لم يخسر الديربيات في السعودية ديجنيك وأدخل كاريلو ولم تمض دقيقة حتى سجل الهلال. @@ على خلاف الشوط الأول الذي كان فيه المدرج مشتعلا لوحده، كان الشوط الثاني الملعب والمدرج والأنفاس ومن هم خلف الشاشات الجميع مشتعلون. @@ دقائق مجنونة.. وأنفاس مقطوعة.. وما كان متوقعا حدث بطرد كنو الذي لا يجيد الكنترول رغم بطاقته الصفراء في الشوط الأول، واستمرار كنو يتحمله زوران، وكان هذا حال لسان جماهير الهلال. @@ الهلال بالنقص والنصر بالانتشاء والتغييرات حضرت من الطرفين، وإذا كان في العالمي من يصول ويجول كان في الهلال سالم يفعل نفس السيناريو، وبرونو يتفوق على مهاجمي النصر ويدك مرمى الحبسي. @@ سلم الجميع أن المباراة انتهت، لِمَ لا والنصر متقدم وباقي عشر دقائق، لكن الديربي الساحر في الشوط الثاني قال إن الحكاية لم تنته بعد، والفصول مستمرة والستارة لم تغلق. @@ بعض الهجمات في روعتها وجمالها أشبه بقصيدة لنزار قباني وحنجرة محمد عبده ولوحة (دالي) وموسيقى بتهوفن، هكذا كانت سحبة كاريلو من وسط الميدان ليتخطى بالسرعة والمهارة لاعبين نصراويين، ولكن هذه ليست الحكاية، فالقصة عندما سلم الكرة لسالم الدوسري الذي قدم فاصلا مهاريا أشبه بالخيال، بل هو الخيال نفسه حتى أنه تخطى وهو على خط المرمى دفاعات وحارس النصر ويضع الكرة في المرمى هدف التعادل وسط دهشة الجميع بمن فيهم الهلاليون. @@ ولأنه النصر الذي كان مميزا ومرعبا ومذهلا في الآونة الأخيرة، كان له ما أراد بالإصرار والعزيمة والمستوى أيضا، فأعاد برونو من جديد الوهج لمدرج الشمس وينهي حكاية ديربي ال 45 دقيقة. @@ النصر كان له ما أراد في المطاردة وهو متأخر بسبع نقاط لحين عاد متصدرا ومن بوابة الهلال، ليؤكد أحقيته حتى الآن بالصدارة، لتشرق شمس النصر هذا اليوم وهو المتربع على سلم الدوري. @@ مبروك للنصر، وحظ أوفر للهلال.