يصادف اليوم السادس والعشرون من مارس الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم وانطلاق عمليات تحالف دعم الشرعية اليمنية ضد الانقلاب الحوثي المدعوم من نظام ملالي إيران. كثيرون من أعداء المملكة، عجما وعربا من الخونة، يُسعدهم أن يشككوا في نتائج هذه الحرب ومآلاتها وبقاء هدفها النهائي، وهو بسط الشرعية على كل الأراضي اليمنية، بعيد المنال. ما يفوتهم أن حربا إنقاذية وليست عدوانية من هذا النوع لا تستعجل النهاية التي قد يكون من أثمانها سقوط شهداء أو أبرياء يمكن الحفاظ على حيواتهم بطول النفس في المناجزة وانتقاء الأهداف العسكرية المناسبة لتدمير قدرة الحوثي على المقاومة، وجره إلى طاولة المفاوضات أو اجتثاثه على قاعدة أن الميليشيا، أيا كانت، لا يمكن أن تهزم دولة فما بالك بمجموعة دول تنتظم في سلك تحالف دعم الشرعية هناك. من الطبيعي أن تطول الحرب التي يتدرع فيها طرف الحوثي في كل مكان وشارع وزاوية بالدروع البشرية التي لا يستثني منها حتى النساء والأطفال وحضانات الرضع. المملكة دخلت هذه الحرب للحفاظ على اليمن العربي واليمنيين العرب الذين أرادت إيران استهداف بلدهم وإمكاناتهم الشحيحة لتعيدهم إلى الوراء، كما فعلت في دول أخرى ما زالت تدفع ثمن سماحها للإيرانيين بالتدخل في شؤونهم وإدارة بلدهم على أسس طائفية تنتزع كل إمكانات السلام والحياة.لقد كانت عاصفة الحزم، كما قلت في تصريح صحافي بهذه المناسبة، بمثابة المخرز الأول في العين الإيرانية العمياء وقطع ليدها الغاشمة في الدول العربية. وكانت، أيضا، بمثابة الطلقة الأولى في المشروع السعودي العربي لتحجيمها وإعادتها إلى صوابها وكف عبثها. هذا المشروع الذي لم يكتفِ باحتوائها في اليمن وقطع طريقها إلى البحر الأحمر، بل تجاوز ذلك إلى مجموعة مواقف وإجراءات استخدم فيها ثقل المملكة على المستوى الدولي، واستخدمت فيها قدرة المملكة على بناء التحالفات الإقليمية العربية والإسلامية المضادة لمشروع إيران وغطرستها ونفوذها. اليوم، في الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم فإن وضع العرب بلا شك أفضل وأقوى في مواجهة إيران وغيرها، سواء على مستوى الدول أو الشعوب، بعد أن أدرك الجميع أن إيران هي عدوهم الأول والأخطر في المنطقة.