قال وزير الأوقاف اليمني د. أحمد عطية في تصريح ل"الرياض" وهو يستذكر لحظة انطلاق عاصفة الحزم قبل أربعة أعوام: "العاصفة أتت كضرورة حتمية لإعادة اليمن لحاضنتها العربية بعد أن كانت على شفا جرف من الانهيار في هاوية طمس الهوية الدينية والعربية والاجتماعية لليمن، واستجابة لنداء ودعوة الرئيس عبدربه منصور هادي، وذلك لإنقاذ اليمن من الغرق في المذهبية والطائفية التي تصدرها إيران عبر وكلائها في اليمن الميليشيات الحوثية". وبقدر ما استهدفت الحرب الانقلابية الحوثية الاستقرار اليمني من خلال اكتساح العاصمة صنعاء وغزو بقية المدن والمناطق اليمنية مصحوبة بالتكتيك الإيراني، فقد مثلت إعلان حرب خُمينة على الهوية اليمنية والرمزية التاريخية لليمن، ومن هنا يقول وزير الأوقاف اليمني: "التدخل العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أعاد لليمن رمزيته التاريخية العريقة وهويته وعمقه العربي الأصيل". يتابع عطية، في الذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم، المقدمات والبدايات التي أجبرت الشرعية اليمنية على توجيه نداء إلى دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية للتدخل كضرورة إنقاذية، ويشير إلى أن البداية تنطوي على قيام الثورة الخمينية الإيرانية التوسعية على فكرة تصدير الثورة، وكان الحوثي هو اللغم الذي زرعته لينفجر في وجه اليمنيين مصدراً الموت والقتل كوسائل لتنشر الفكر الإيراني الطائفي، وطمس الهوية العربية الأصيلة بل وطمس الفكر الديني، ومحاولة شق النسيج الاجتماعي العربي. ويشير وزير الأوقاف إلى أن عاصفة الحزم جاءت نتيجة لتدخل إيراني مبكر في اليمن، وهو تدخل أخذ أشكال عدائية متعددة، بدأت في مطلع تسعينات القرن الماضي بالاشتغال على تشكيل مجاميع حوثية بهوية إيرانية، بدؤوا بنسج خيوط الإيرانيين في اليمن من خلال بدرالدين الحوثي الذي انتقل إلى إيران وبقي فيها سنين حتى خرج في تحالف كامل معهم، بدعم سياسي واقتصادي وعسكري ومعنوي، والدفاع عنه بكل ما أوتوا من قوة، وقد بدؤوا يحضرون أرضية لهم في صعدة التي تعد مسرح العمليات العسكرية والعمليات الثقافية من خلال المنهج الإثني عشري الصفوي وبدؤوا بإنشاء معاهد تدريس ومساجد خاصة بهم، ومن ثم انطلقوا بشعار الثورة الخمينية. *عاصفة فكرية كانت اليمن، بحسب عطية، إحدى الدول التي تم استهدافها، ولذلك تعمل ميليشيات الحوثي على الامتداد العسكري مصاحباً له بذات الوقت الامتداد الفكري من خلال الدورات التي تقيمها للخطباء والدعاة ومحاولة تغيير المناهج والاحتفال بالمناسبات الدينية تحت مظلة المظلومية، وكذا من خلال وسائل الإعلام التي تحاول غرس الفكر الإيراني في اليمن. ولذلك قال الوزير عطية: "الشرعية ومعها الشعب اليمني بمكوناته الوطنية ينظر لعاصفة الحزم في عامها الرابع على أنها عاصفة عسكرية وفكرية مستمرة بنفس الوقت، فكما أن العاصفة العسكرية تقوم بواجبها على أكمل وجه من خلال تحرير المدن، فهي قد حققت نتائج مشهودة، فأكثر من 80 % من تراب اليمن عاد إلى الشرعية". ولم تقتصر عاصفة الحزم حسبما يشير عطية على جانبها العسكري الحازم الذي لعب دوراً محورياً في تدمير جزء كبير من الترسانة العسكرية الحوثية، لافتاً إلى أنها "عملت عبر برامج أخرى كبرنامج الملك سلمان الذي يقوم بأدوار جبارة في الجانب الإنساني والتأهيلي والفكري، إضافة إلى العمل الإعلامي الجبار الذي يصاحب العمل العسكري من توعية الناس وترشيدهم ودحض الشبهات وبيان خطر هذه الميليشيات وكلما مر الوقت فإن الشعب اليمني يزداد يقيناً بخطورة هذه الميليشيا على الهوية اليمنية العربية، وبذلك يؤكد أن عاصفة الحزم مشروع عربي متكامل في أدواته ومتعدد البرامج سعياً لإعادة اليمن إلى حاضنته العربية، وعودته يمناً عربياً، وهو المشروع الذي يتفق عليه اليمنيون والعرب بشكل عام.